في تطور يثير علامات الاستفهام، أقدمت خمسة أندية أوروبية بارزة على رفض السماح للاعبيها الشباب الموهوبين بالالتحاق بالمنتخب المغربي تحت 20 سنة، الذي يستعد لخوض غمار منافسات كأس أمم إفريقيا للشباب المقررة في مصر خلال الفترة من 27 أبريل إلى 18 ماي المقبلين.
وقد استغلت هذه الأندية، وفقًا لما تنص عليه اللوائح، عدم تزامن البطولة القارية مع التواريخ المحددة من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) لاستدعاء اللاعبين المحترفين، مما حال دون تمكن مدرب “أشبال الأطلس” محمد وهبي من الاعتماد على خمسة أسماء لامعة كانت تشكل ركائز أساسية في تشكيلته.
ويتعلق الأمر بكل من نجم نادي بولونيا الإيطالي الشاب بيير نعيم، وموهبة نادي أندرلخت البلجيكي علي معمر، والصاعد بقوة في صفوف نادي لوهافر الفرنسي إلياس حسني، بالإضافة إلى موهبة نادي ستراسبورغ الفرنسي سمير المرابيط، وختامًا بنجم نادي فالفيك الهولندي فيصل المزياني.
ورغم التذرع بالبنود القانونية من طرف الأندية الأوروبية لتبرير قرارها، فإن تزامن هذا المنع مع الارتفاع الملحوظ في وتيرة التحاق المواهب الشابة المحترفة في القارة العجوز بصفوف المنتخب المغربي الأول والمنتخبات الشابة يثير، في نظر العديد من المتابعين، شكوكًا حول الدوافع الحقيقية وراء هذه الخطوة.
ويتساءل المراقبون عما إذا كان الأمر يتعلق بتطبيق للقانون فحسب، أم أن هذه الأندية اختارت أسلوب “الانتقام” بعد خسارتها لعدد من أبرز نجومها الصاعدين لصالح المنتخب المغربي، على غرار أسماء مثل إبراهيم دياز وبلال الخنوس وشمس الدين الطالبي وإلياس بن صغير وآدم أزنو وإسماعيل الصيباري وغيرهم من المواهب الواعدة.
وفي سياق متصل، نقلت تقارير إعلامية عن مصدر مسؤول في الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم قوله إن المشروع الطموح للمملكة في بناء منتخبات وطنية قوية من أبنائها المحترفين في أوروبا بدأ يثير حساسية بعض الاتحادات القارية والأندية، وهو ما يدفعها في كثير من الأحيان إلى وضع عراقيل أمام هؤلاء النجوم الشبان لمنعهم من تمثيل منتخباتهم الوطنية، حتى لو استدعى الأمر ممارسة ضغوط عليهم.
وأضاف المصدر ذاته تعليقًا على قرار منع النجوم الشباب من الالتحاق بالمنتخب المغربي: “أعتقد أن الأندية استغلت إقامة البطولة الإفريقية للشباب خارج أجندة “فيفا” لفرض قرارها بشكل قسري ومخالف لرغبة هؤلاء المواهب الصاعدة، وربما يتعلق الأمر بمعركة جديدة تهدف إلى إرغامهم على التراجع عن تمثيل بلدهم الأم.”
التعاليق (0)