يواجه طارق السكتيوي، المدير الفني للمنتخب المغربي الرديف، تحديات جمة تعرقل تحضيراته لخوض منافسات بطولة كأس الأمم الأفريقية للمحليين “الشان”، المقرر إقامتها في كل من تنزانيا وكينيا وأوغندا خلال شهري يوليو وأغسطس القادمين. وتأتي هذه الصعوبات في أعقاب قرار الجامعة الملكية لكرة القدم والذي يشترط اعتماد اللاعبين من مواليد عام 2000 فما فوق كمعيار أساسي للمشاركة في هذه البطولة القارية.
ورغم المساعي التي بذلها طارق السكتيوي ومطالبته لرئيس الجامعة، فوزي لقجع، بالسماح له بالاستعانة بأبرز نجوم الدوري المحلي بغض النظر عن أعمارهم، إلا أن محاولاته باءت بالفشل. هذا الرفض أدى إلى تقييد خياراته بشكل كبير، مما ألقى بظلال سلبية على سير الاستعدادات لبطولة “الشان” التي تعتبر محطة هامة للاعبين المحليين لإثبات جدارتهم.
وكشفت مصادر مقربة من المنتخب المغربي الرديف لـ “العربي الجديد” أن المدير الفني للمنتخب الوطني الأول، وليد الركراكي، هو من يقف وراء هذا القرار الذي يلزم السكتيوي بالاعتماد حصراً على اللاعبين الشباب من مواليد عام 2000 وما يليه.
وبرر الركراكي هذا التوجه بحاجته إلى اكتشاف أسماء صاعدة يمكن الاستعانة بها في المستقبل، وهو ما يراه مراقبون أمراً صعب التحقيق في ظل وفرة النجوم المغاربة المحترفين في مختلف الدوريات الأوروبية.
وأبدى المصدر ذاته اعتقاده بأن هذا القرار لم يستسغه طارق السكتيوي، الذي كان يطمح إلى امتلاك صلاحيات أوسع في اختيار اللاعبين الذين يراهم الأجدر والأكثر كفاءة للمنافسة على اللقب الأفريقي. ويخشى المقربون من المنتخب الرديف أن تحد هذه القيود من طموحات المدرب الوطني وتعقد مهمته في إعداد فريق قادر على تحقيق نتائج إيجابية في “الشان”.
وعلاوة على هذه القيود التي فرضت على السكتيوي منذ توليه مهمة تدريب المنتخب الرديف، يواجه المدرب الذي قاد المنتخب الأولمبي للتتويج بالميدالية البرونزية في أولمبياد باريس 2024 تحديات أخرى. إذ يتعين عليه تدبير المعسكرات التدريبية القادمة وفقاً للبرنامج الذي وضعه الاتحاد المغربي، وسط مخاوف متزايدة من تعثر هذه المعسكرات أو تأجيلها بشكل متكرر بسبب رفض الأندية المحلية تسريح لاعبيها.
كل هذه العوامل مجتمعة تثير التكهنات حول مستقبل طارق السكتيوي على رأس الإدارة الفنية للمنتخب الرديف، حيث تتردد أنباء عن توتر في العلاقة بينه وبين زميله السابق وليد الركراكي، الذي يشغل منصب المدير الفني للمنتخب الأول بالإضافة إلى مسؤوليته كمشرف على منتخبي الأولمبي والرديف. وفي ظل هذه الأجواء المشحونة بالتحديات والقيود، يبقى السؤال مطروحاً حول ما إذا كان السكتيوي سيستمر في مهمته حتى انطلاق منافسات بطولة أفريقيا للمحليين، أم أن الضغوط المتزايدة قد تدفعه إلى اتخاذ قرار بالرحيل قبل الأوان.
التعاليق (0)