في خطوة مفاجئة قد تثير التوتر داخل مؤسسات الدولة، قرر رئيس هيئة أركان الجيش الإسباني، الجنرال تيودورو إستيبان لوبيز كالديرون تشكيل فريق خاص لدراسة ما اعتبره أنشطة مثيرة للقلق» من جانب المغرب داخل إسبانيا وخارجها، دون العودة إلى الحكومة أو إبلاغها مسبقا.
وذكرت صحيفة «ABC» الإسبانية التي أوردت الخبر في عددها الصادر أول أمس الإثنين، أن الفريق الجديد بدأ مهامه خلال الأيام الماضية، ويضم عددا من كبار المسؤولين فى القوات المسلحة، من بينهم رئيس قيادة العمليات ونواب رؤساء الأركان.
ويأتي هذا التحرك في وقت تسعى فيه حكومة بيدرو سانشيز إلى الحفاظ على علاقات هادئة مع الرباط، خاصة بعد تحول موقف مدريد في ملف الصحراء المغربية وهو ما يجعل من هذه المبادرة العسكرية بعيدة عن التوجه الرسمي الحالي، وقد تقابل بالرفض من طرف القيادة السياسية.
وحسب مصادر الصحيفة، فإن الفريق المكلف سيعمل على تقييم طبيعة التهديدات المحتملة التي قد تمثلها أنشطة المغرب، مقارنة بإمكانيات الجيش الإسباني، مع التركيز على مجالات مثل جمع المعلومات والتأثير الاستراتيجي.
وتضيف المصادر ذاتها أن لوبيز كالديرون لم ينتظر تعليمات من الحكومة واتخذ قراره بوصفه مسؤولا عن جاهزية الجيش، ويرى أنه من الضروري التحضير المسبق لأي طارئ قد يطرأ في العلاقة مع المغرب، نظرا لحساسية هذا الملف في السياق الأمني الإسباني.
ورغم أن بعض القيادات العسكرية أبدت تحفظها من هذا التحرك، إلا أن آخرين داخل الجيش يرون أن رئيس الأركان اتخذ القرار المناسب لحماية المصالح العليا للبلاد، حتى وإن لم يحظ بموافقة السلطة التنفيذية.
وأشارت «ABC» إلى أن الفريق الجديد يحل مكان وحدة أخرى تابعة للأمن القومي الإسباني، كانت تشتغل تحت إشراف قصر لا مونكلوا»، لكنها حاليا متوقفة بسبب الخلافات السياسية داخل الحكومة.
وتقول الصحيفة إن هذه الخطوة قد تكلف لوبيز كالديرون منصبه، لاسيما وأنه بلغ مرحلة متقدمة من مشواره المهني، ولا يولي اهتماما كبيرا لاحتمال إنهاء مهامه.
واختتم الأسبوع الماضي أول اجتماع رسمي للفريق، وينتظر أن تنطلق المرحلة الثانية من عمله قريبا، حيث سيجري تقييما دقيقا لنقاط القوة والضعف لدى الجيش الإسباني، في مواجهة أي تحرك محتمل من جانب المغرب.
المصدر/ جريدة العلم
التعاليق (0)