شهدت أسعار النفط الخام ارتفاعًا طفيفًا في تعاملات اليوم الخميس الموافق 24 أبريل 2025، محاولة بذلك استعادة بعض الزخم بعد خسائر تقدر بنحو 2% تكبدتها في الجلسة السابقة. وتأتي هذه التحركات في ظل تقييم الأسواق لمجموعة من العوامل المتضاربة التي تثير حالة من الضبابية.
فقد ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 0.12% لتصل إلى 66.77 دولارًا للبرميل بحلول الساعة 05:05 بتوقيت غرينتش، بينما صعد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي بنسبة 0.14% مسجلًا 62.36 دولارًا للبرميل.
ويأتي الضغط على الأسعار من احتمالية قيام تحالف “أوبك+” بمناقشة تسريع وتيرة زيادة الإنتاج للمرة الثانية على التوالي في شهر يونيو القادم، وهو ما أشارت إليه مصادر مطلعة لوكالة رويترز.
ويرى محللو “آي إن جي” أن الخلافات الداخلية المحتملة داخل التحالف، على غرار ما حدث في عام 2023 مع خروج أنغولا، تلقي بظلالها على أداء أسعار النفط في الوقت الذي تشهد فيه معظم الأصول ارتفاعًا في شهية المخاطرة. وفي هذا السياق، أكدت كازاخستان على أنها ستولي مصالحها الوطنية الأولوية عند تحديد مستويات إنتاجها، حتى مع تجاوزها المستمر لحصتها المقررة.
وعلى صعيد آخر، تلقت الأسواق بعض الدعم من تقارير أولية أشارت إلى استعداد محتمل من البيت الأبيض لخفض الرسوم الجمركية على الصين بنسبة قد تصل إلى 50% بهدف إعادة إحياء المحادثات التجارية بين البلدين. إلا أن متحدثة باسم البيت الأبيض نفت لاحقًا وجود أي نية لتخفيضات أحادية الجانب. ويحذر محللو “ريستاد إنرجي” من أن استمرار التوترات التجارية بين واشنطن وبكين قد يؤدي إلى خفض نمو الطلب الصيني على النفط إلى النصف هذا العام، ليقتصر على 90 ألف برميل يوميًا بدلًا من 180 ألفًا.
يُضاف إلى هذه العوامل، الترقب الحذر لتطورات المحادثات النووية الأميركية الإيرانية، والتي قد تحمل في طياتها تأثيرات غير مباشرة على إمدادات النفط العالمية.
باختصار، تتأرجح أسعار النفط في الوقت الحالي بين ضغوط محتملة لزيادة الإنتاج من جانب “أوبك+” وتأثيرات جيوسياسية واقتصادية متباينة، مما يجعل التداولات المقبلة محفوفة بالترقب والحذر.
التعاليق (0)