في خطوة مثيرة للجدل، كشفت مسودة أمر تنفيذي اطلعت عليها وكالة فرانس برس، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يعتزم تنفيذ “إعادة هيكلة كاملة” لوزارة الخارجية الأمريكية بحلول فاتح أكتوبر المقبل، في إطار توجه جديد يهدف إلى تقليص الانخراط الدبلوماسي في إفريقيا، وإلغاء مكاتب معنية بقضايا المناخ والديمقراطية وحقوق الإنسان.
المسودة تنص على تبني مبدأ “أمريكا أولاً” في السياسة الخارجية، من خلال إعادة تنظيم الجهود الدبلوماسية للولايات المتحدة ضمن أربع مناطق رئيسية: أوراسيا، الشرق الأوسط، أمريكا اللاتينية، وآسيا-المحيط الهادئ، مع إلغاء مكتب إفريقيا الحالي.
ومن المرتقب إنشاء “مكتب المبعوث الخاص للشؤون الإفريقية”، يتبع لمجلس الأمن القومي في البيت الأبيض بدل وزارة الخارجية، فيما سيتم إغلاق السفارات والقنصليات “غير الأساسية” في إفريقيا جنوب الصحراء، مع اعتماد بعثات دبلوماسية “محددة الأهداف”.
ورغم نفي وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو صحة التسريبات، ووصفه إياها بـ”الأخبار المضللة”، فإن الوثائق التي اطلعت عليها وكالة الأنباء الفرنسية تشير إلى توجه واضح نحو تقليص تأثير القوة الناعمة الأمريكية.
كما تشمل المقترحات إلغاء مكاتب تعنى بالتغير المناخي وحقوق الإنسان، وتقليصا كبيرا للوجود الدبلوماسي في كندا، في ظل تكرار تصريحات ترامب السابقة بشأن ضمّها كولاية أمريكية جديدة.
وتأتي هذه الخطوة في سياق سلسلة تحركات يتخذها ترامب لإعادة صياغة السياسة الخارجية الأمريكية وفق توجه أكثر انعزالية، وسط مراجعة شاملة لتحالفات قديمة، على رأسها حلف شمال الأطلسي.
التعاليق (0)