استسلام مسلحين من البوليساريو يفضح تصدّع الجبهة وفي التفاصيل،شهدت منطقة أم أدريگة جنوب غرب الجدار الأمني بالصحراء المغربية حدثًا غير مسبوق، تمثل في استسلام ثلاثة عناصر مسلحة من ميليشيات جبهة البوليساريو للقوات المسلحة الملكية، في خطوة تعكس تزايد التصدعات والانشقاقات داخل صفوف الجبهة.
العناصر الثلاثة، الذين قدموا من التراب الجزائري مرورًا بالأراضي الموريتانية، وصلوا إلى المنطقة العازلة وهم يرتدون الزي العسكري للبوليساريو ويرفعون شارة السلام البيضاء، في تعبير واضح عن رغبتهم في الانفصال عن التنظيم المسلح والانضمام إلى الوطن الأم المغرب.
وأكد منتدى فورساتين أن العملية تم التخطيط لها بعناية، وعبّر من خلالها الجنود الفارون عن حالة التذمر واليأس التي باتت تسود بين عناصر الجبهة، في ظل الأوضاع المتدهورة داخل مخيمات تندوف، وتفاقم معاناة المحتجزين، وفشل قيادة البوليساريو في تقديم أي أفق سياسي حقيقي.
ويرى محللون سياسيون أن هذه الخطوة تؤكد فشل المشروع الانفصالي في الصحراء، وانكشاف أكذوبة “الحرب اليومية” التي تروج لها الجبهة. واعتبر الأستاذ الجامعي لحسن أقرطيط أن استسلام المسلحين الثلاثة يعكس “الإحباط الكبير في صفوف الجبهة”، نتيجة الهزائم المتتالية والدينامية الدولية المتسارعة لتصنيف البوليساريو كتنظيم إرهابي.
من جانبه، أشار أستاذ القانون العام العباس الوردي إلى أن هذا الحدث يشكل ضربة قوية للدعاية الجزائرية، ويكشف تآكل مشروع الانفصال، مؤكداً أن المغرب يحقق مكاسب دبلوماسية وميدانية ثابتة نحو الحسم النهائي لهذا النزاع.
ويُتوقع أن تكون هذه العملية بداية لسلسلة من الانشقاقات داخل الجبهة، في ظل تزايد وعي المحتجزين بمصيرهم، وارتفاع الأصوات المطالبة بالعودة إلى المغرب تحت راية الوحدة والسيادة الوطنية.
التعاليق (0)