أمريكا تُمهل الجزائر 3 أشهر لمراجعة موقفها بخصوص الصحراء المغربية وفي التفاصيل، تعيش دبلوماسية الجزائر في الآونة الأخيرة على صفيح ساخن، بفعل تصاعد التوترات الإقليمية وتزايد التحركات الأمريكية في منطقة البحر الأبيض المتوسط، التي يرى مراقبون أنها تحمل رسائل واضحة موجهة إلى النظام الجزائري، على خلفية مواقفه المناوئة لوحدة المغرب الترابية، ودعمه المستمر لجبهة “البوليساريو” الانفصالية.
وفي هذا السياق، كشفت تقارير إعلامية ومصادر دبلوماسية متطابقة أن الولايات المتحدة شرعت في تعزيز وجودها العسكري في المنطقة، من خلال تمركز الأسطول السادس الأمريكي قبالة السواحل الإيطالية، في خطوة وُصفت بأنها إنذار غير مباشر موجه إلى الجزائر، بالتزامن مع تطورات دولية متسارعة تعيد رسم خريطة التحالفات والمواقف بخصوص النزاع المفتعل في الصحراء المغربية.
وتشير نفس المصادر إلى أن واشنطن قد منحت الجزائر مهلة زمنية محدودة، لا تتجاوز ثلاثة أشهر، لمراجعة موقفها الداعم لجبهة “البوليساريو”، المعروفة بكونها كياناً وهمياً لا يحظى بأي اعتراف واسع النطاق، خاصة في ظل تزايد المؤشرات على تحول نوعي في المواقف الدولية، نحو دعم أكثر وضوحاً لمقترح الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية.
ويرى محللون أن واشنطن تعتمد في مقاربتها لهذا الملف على مقولة “أمن الطاقة واستقرار المنطقة خط أحمر”، ما يعني أن استمرار الجزائر في تبني سياسات تصادمية من شأنه أن يعرّضها لعواقب غير مرغوب فيها، سواء على مستوى علاقاتها مع الدول الغربية، أو حتى من خلال فرض قيود اقتصادية محتملة، تشمل صادرات الغاز الطبيعي نحو أوروبا، والتي تُعد من أبرز مصادر تمويل الخزينة الجزائرية.
ويُذكر أن الأسطول السادس الأمريكي، الذي يتخذ من قاعدة “نابولي” الإيطالية مقرًا له، يُعتبر أحد أبرز أذرع الولايات المتحدة العسكرية في المنطقة، ويتميز بقدرته العالية على التدخل السريع في بؤر التوتر بشمال إفريقيا وشرق المتوسط، ما يمنحه وزنًا استراتيجياً في أي تحرك عسكري أو دبلوماسي أمريكي.
هذا التحرك الأمريكي، في توقيته وموقعه، يأتي ليعكس تغيرًا ملموسًا في أولويات واشنطن، التي باتت تركز بشكل أكبر على استقرار حلفائها بالمنطقة، وعلى رأسهم المغرب، مقابل تصعيد الضغوط على الأنظمة التي تدعم الانفصال أو تُهدد التوازنات الجيوسياسية الحيوية للولايات المتحدة وشركائها.
التعاليق (0)