عبد المجيد تبون سبب الهزيمة القاسية لقسنطينة الجزائري أمام بركان في التفاصيل، أثار سقوط شباب قسنطينة الجزائري برباعية نظيفة أمام فريق نهضة بركان المغربي، ضمن ذهاب نصف نهائي كأس الكونفدرالية الإفريقية، موجة من الغضب والاستياء في أوساط جماهيره، الذين لم يوجهوا سهام الانتقاد نحو اللاعبين أو الطاقم الفني، بل صوبوها مباشرة نحو مسؤولين سياسيين في البلاد، متهمين إياهم بالتسبب في هذه النتيجة القاسية.
وحمّل عدد من أنصار النادي الجزائري وزير الرياضة ورئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم، وليد صادي، إلى جانب رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، مسؤولية الخسارة، بسبب ما وصفوه بـ”الضغط المبالغ فيه” الذي فُرض على الفريق قبل المباراة، وتحويل المواجهة من طابعها الرياضي إلى مسألة وطنية ذات طابع سياسي.
تصريحات سياسية فجّرت الأجواء
الشرارة الأولى التي أججت التوتر، بحسب الجماهير، تمثلت في تصريح أدلى به الوزير صادي قبل اللقاء، أكد فيه أن الرئيس عبد المجيد تبون يدعم شخصيًا فريق شباب قسنطينة في مواجهته أمام نهضة بركان، وهو دعم لم يظهر من قبل في أي مباراة سابقة للفريق، ما جعل المتابعين يتساءلون عن دوافعه، خاصة وأن الأمر يتعلّق بمواجهة فريق مغربي، في ظل توترات سياسية قائمة بين البلدين.
هذه التصريحات، حسب المشجعين وبعض المسؤولين داخل الفريق، وضعت اللاعبين تحت ضغط نفسي هائل، حيث شعروا بأنهم يمثلون “أكثر من مجرد فريق كرة قدم”، وأنهم مطالبون بتحقيق الانتصار مهما كان الثمن، ما أفقدهم التركيز وجعلهم يدخلون المباراة بشحن مفرط أدى إلى انهيار الأداء على أرضية الملعب.
فريق تحت الضغط وكأنها معركة وطنية
مسؤولون داخل شباب قسنطينة كشفوا أن الأجواء داخل الفريق كانت مشحونة للغاية، وتحوّل الاستعداد الرياضي إلى حالة من القلق والتوتر، بسبب ما وصفوه بـ”تدخلات خارجية” ومحاولات فرض الفوز باعتباره واجبًا وطنيًا، وليس مهمة رياضية قابلة للربح أو الخسارة.
وشبّه البعض المشهد بمحاولة الزج بالفريق في معركة سياسية، بدلًا من التركيز على الاستعداد البدني والتكتيكي لمواجهة خصم قوي مثل نهضة بركان.
استقبال مغربي يلفت الأنظار
ورغم مرارة الهزيمة، لم يُغفل مسؤولو النادي وأنصاره الإشادة بالاستقبال الذي حظي به الفريق في المغرب، حيث لقي اللاعبون وأعضاء الطاقم الفني ترحيبًا كبيرًا، سواء من إدارة نهضة بركان أو من الجماهير المغربية الحاضرة في الملعب البلدي. وأثنى الجزائريون على روح الأخوة التي سادت خارج أرضية الملعب، معتبرين أن الرياضة كانت هي المنتصرة في نهاية المطاف، على الرغم من التوترات التي سبقت المواجهة.
المباراة الإيابية… بين الضغط ورد الاعتبار
ومع انتظار لقاء الإياب الذي سيقام في الجزائر، يجد شباب قسنطينة نفسه أمام مهمة شاقة لتعويض فارق الأهداف الكبير، وسط دعوات من جماهيره بضرورة إبعاد السياسة عن المستطيل الأخضر، وترك الفريق يعمل في أجواء طبيعية تُمكّنه من تقديم أفضل ما لديه، بعيدًا عن حسابات لا تمت لكرة القدم بصلة.
التعاليق (0)