أنا الخبر ـ متابعة
في الوقت الذي أطلق زعيم إسلاميي تونس راشد الغنوشي دعوة لبناء مغرب عربي جديد نواته تونس وليبيا والجزائر، مستبعدا المغرب، أطلق المغرب دعوة لبناء نظام عربي جديد، نواته تستبعد دول المنطقة.
وقال وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، إن الوضع في المنطقة يستدعي بناء نظام عربي جديد، على قيم ومصالح ورؤية مشتركة، مقترحا أن تكون نواته دول مجلس التعاون الخليجي إضافة إلى المغرب والأردن؛ لخدمة مصالح المنطقة ومصالح الشعوب العربية.
واعتبر بوريطة، لدى حديثه أمام نظيره الأردني أيمن الصفدي، أن العالم العربي يواجه اليوم تحديات التدخلات الخارجية، مطالبا بأن تصبح الأجندة العربية ملكا للعرب، وسط رؤية واضحة ومشتركة بين الجميع.
فكرة إنشاء نظام عربي جديد، استلهمها المغرب من العلاقة المتميزة التي تجمعه هو والأردن مع كل دول الخليج، والمبنية على التضامن المطلق ودعم الاستقرار، والتضامن ضد كل ما يمس وحدتها ويمس طمأنينة سكانها.
إلى جانب تكوين نواة نظام عربي جديد، يأمل المغرب والأردن، أن تكون شراكتهما مع دول الخليج ذات مضمون اقتصادي لمواجهة التجديات.
وكان راشد الغنوشي، رئيس البرلمان التونسي، وزعيم حركة النهضة الإسلامية، قد دعا بلاده، والجزائر، وليبيا إلى فتح الحدود، وتبني عملة واحدة، ومستقبل واحد لشعوب الدول الثلاث، في استبعاد منه للمغرب، وموريتانيا، وقال قبل أسبوع “علينا أن نحيي مشروع المغرب العربي، ولو بالانطلاق من هذا المثلث، كما انطلق الاتحاد الأوربي من العلاقة بين ألمانيا، وفرنسا”.
وأضاف الغنوشي: “هذا منطلقنا لإنعاش حلم المغرب العربي، ونحن من دون هذا الإطار لا نقدر على حل مشكلات تونس”، وهي الدعوة التي تلقفها إسلاميو الجزائر، واستغلوها لمهاجمة المغرب.
تصريحات الغنوشي ووجهت بانتقاد مغربي، حيث اعتبر عبد العزيز أفتاتي، عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، أن كلامه “غير موفق، وجاء تحت الضغط”.
وأضاف أفتاتي، في تصريح وفق ما كتبته ”اليوم 24″، أن الغنوشي كان “يتكلم تحت ضغط بعض المشاكل، التي تعانيها بعض الأقطار المغاربية، التي تمر من ظرفية صعبة، وهي معروفة”، في إشارة إلى الجزائر.
وبين أفتاتي: “هذا الكلام يخالف في حدود علمنا قناعات الغنوشي، والتيارات المعتبرة التونسية، وهذا ليس كلامه”، مشددا على أن المغاربيين، و”اتجاهات الإصلاح في المستقبل، بما فيها الاتجاهات الإسلامية، ليس في مصلحتها الدعوة إلى تكتل ثلاثي بدلا من المكونات المغاربية الخمسة”.
وأكد القيادي البارز في صفوف حزب العدالة والتنمية أن المغرب، من خلال التراكم، الذي حققه “قام بدسترة البناء المغاربي، ولم يعد خيارا سياسيا، أو استراتيجيا فقط، وإنما خيار فيه البناء المغاربي.. ونحن ملتزمون بالبناء المغاربي، ولا يمكن أن يزايد علينا أي أحد في هذا الموضوع”.