أنا الخبر ـ متابعة
بالتزامن مع التطورات السياسية الأخيرة، تعالت أصوات المجتمع المدني الداعية إلى تخليص الاتحاد الإفريقي من البوليساريو..
“باسم وحدة الدول الإفريقية، ندعو الاتحاد الإفريقي للتخلص من البوليساريو في أقرب وقت”، هو عنوان نداء أطلقته أكبر منظمة للمجتمع المدني في إفريقيا تشتغل انطلاقا من المغرب، ويرأسها الخبير في الشؤون الإفريقية، نجيب الكتاني، الذي اشتهر بصداقاته مع عدة قادة أفارقة، وبتحمل مسؤوليات في بعض هذه الدول.
يقول أصحاب النداء، المنتمين إلى منظمة “مغرب إفريقيا”، والتي تضم في عضويتها نشطاء من عدة بلدان إفريقية، بما فيها دول معادية للمغرب، في نداء صدر في نشرتها الخاصة، أنه ((مع اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بالسيادة المغربية على كامل صحرائها المتنازع عليها مع الانفصاليين المدعومين ماليا ودبلوماسيا وعسكريا ولوجيستيا لمدة 45 عاما من قبل النظام العسكري الجزائري، انتعشت العلاقات المغربية الأمريكية في العام الجديد 2021..)).
وكان من مظاهر تطور العلاقات المغربية الأمريكية، حسب نفس المصادر، افتتاح القنصلية الأمريكية بالداخلة، وهي المدينة المقرر أن تصبح “المركز البحري الإقليمي” الذي يخدم إفريقيا وجزر الكناري بفضل مشروع تنموي ضخم أطلقته الرباط، حسب النداء، الذي أكد أن هذه القنصلية الاقتصادية تنضاف إلى عشرين قنصلية وتمثيلا دبلوماسيا تم افتتاحه في الأشهر الأخيرة في الأقاليم الجنوبية، التي استضافت قنصليات البحرين والإمارات العربية المتحدة واتحاد جزر القمر والغابون وجمهورية إفريقيا الوسطى وساوتومي وبرينسيبي وبوروندي والكوت ديفوار وإسواتيني وزامبيا، بالإضافة إلى الداخلة التي استضافت قنصليات كل من غامبيا وغينيا وجيبوتي وليبيريا وغينيا الاستوائية وغينيا بيساو وبوركينا فاسو وهايتي.
لم يفت النداء المطالب بطرد البوليساريو من الاتحاد الإفريقي، وهي أكبر مبادرة مدنية من نوعها، لم يفته التذكير بمشاركة 40 دولة، منها 27 دولة إفريقية في المؤتمر الأخير الذي دعت إليه وزارة الخارجية المغربية بالتعاون مع أمريكا، وكلها بلدان تدعم مغربية الصحراء والحكم الذاتي كحل وحيد لهذا النزاع المفتعل مقابل انهيار وتشتت أنصار البوليساريو.
وضرب أصحاب النداء عدة أمثلة، لتأكيد تراجع مساندة “ثنائي البوليساريو والجزائر”، في أوروبا وأمريكا كما حصل مع رئيس “المجموعة الدولية لدعم الصحراويين” العالم السياسي الإسباني، بيدرو إغناسيو ألتاميرانو، الذي عبر عن استنكاره للاستفزازات العسكرية للبوليساريو، وكذا اتهامه للميليشيات بتجنيد الشباب الصحراويين الأبرياء، مقابل الإثراء الفاحش على حساب القضية، ومن الأمثلة أيضا، عضو البرلمان الأوروبي، دومينيك بيلد، الذي شجب تحويل المعونة الغذائية المخصصة لسكان تندوف إلى ثروات شخصية، وكذا المبالغة في تقدير عدد المستفيدين، وأيضا ردود فعل منظمات دولية أخرى، منها من تتهم البوليساريو بتجنيد الأطفال واستقالة قياديين في منظمات معروفة بدعمها للبوليساريو، بالإضافة إلى تحركات دبلوماسية غير مسبوقة كما هو الحال بالنسبة لسفير ألمانيا في الرباط، الذي أكد أن مبادرة الحكم الذاتي هي “الحل الأكثر واقعية” للنزاع حول الصحراء المغربية.
نفس النداء، الذي وقعه رئيس المنظمة، نجيب الكتاني، وهو النداء الذي وصل إلى كافة الفروع في إفريقيا، نبه إلى اختراق البوليساريو لمنظمة الاتحاد الإفريقي بالتحايل على المصطلحات، منها تقرير المصير، بينما تقرير المصير يمكن الوقوف عليه لدى الشعوب التي قاومت الاستعمار، وهي “ليست حالة البوليساريو” حسب النداء، الذي يرى أصحابه أن الوقت مناسب للانكباب على إعداد خارطة طريق جديدة لتطوير إفريقيا ونهوضها، وتحرير نفسها من ضيق الأسواق(..).
وعاد الكتاني إلى حوار سابق أجراه مع جريدة “الأسبوع” خلال شهر نونبر 2016، حيث اعتبر وقتها أن ((تحرك المغرب من أجل استرجاع مقعده ضمن الاتحاد الإفريقي، يعد أمرا عاديا، خاصة وأنه عضو مؤسس لمنظمة الوحدة الإفريقية، معتبرا أن تغير اسم هذه المنظمة من “منظمة الوحدة الإفريقية” إلى اسم “الاتحاد الإفريقي”، كان هدفه ضرب الشرعية التاريخية للعضو المؤسس وهو المغرب، وتوقع نفس المصدر جلوس المغرب إلى جانب البوليساريو، غير أنه اعتبر بأن هذا الأمر لا ينبغي أن يستمر، حيث يتعين على المغرب ضمان مساندة الثلثين، لإحداث تغييرات في القانون الأساسي، لإبعاد البوليساريو))، حسب قوله، وقتها، قبل أن يساهم اليوم في إطلاق أولى مبادرات المجتمع المدني للمطالبة بطرد البوليساريو من الاتحاد الإفريقي.