أنا الخبر ـ آشكاين
يواصل الإعلام الجزائري دعم أطروحة “الانفصال والعداء” للجيران، فبعد فبركة الأفلام الحربية والترويج لحرب وهمية بين المغرب وجبهة البوليساريو، عادت وكالة الأنباء الجزائرية لتزوّر ما ورد في بيان الاجتماع الذي عقده مسؤولو وزارات الدفاع لبلدان الإتحاد الإفريقي بما يخدم مصالحها و”عداءها الكلاسيكي” للمغرب.
وقالت وكالة الأنباء الجزائرية إن “وزراء الدفاع لبلدان الإتحاد الإفريقي صادقوا على وثيقة تسمح باستخدام القوة لتحرير دولة مُحتلة”، في إشارة إلى
النزاع المفتعل في الصحراء المغربية، وهو الأمر الذي لم يرد نهائيا في نص بيان الاجتماع الاستثنائي الثالث للجنة الفنية المتخصصة في الدفاع والسلامة والأمن بالإتحاد الإفريقي.
وأوضح المحلل والخبير العسكري المغربي، محمد شقير، أن ” ما ورد في وكالة الأنباء الجزائري يثير الاستغراب، لأن هذه المسألة متوقع خاصة في ظرف الوضعية الحالية مع وجود ردود أفعال سياسية ودبلوماسية أو حتى إعلامية.”
مؤكدا على أنه “بعد الضربة الموجعة التي تلقتها كل من الجزائر والبوليساريو في الكركارات أو بعد الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، أكيد أنهم يردّون بشكل إعلامي على هذه الضربة، خصوصا أنهم الآن يخوضون حربا دعائيا لمحاولة التأثير على الرأي العام الداخلي سواء الجزائري أو بمخيمات تندوف، ومن جهة أخرى يحاولون أن يحورون ما يرد في مؤتمرات إقليمية، أو تأويل بعض تصريحات الإدارة الجديدة لبايدن”.
وأشار شقير، في حديثه “لـ”أشكاين” أن هذه الدعاية “موجهة بالأساس للرأي العام الداخلي بالجزائر والمخيمات، لإقناعه بأن الوضع لصالح الجزائر والبوليساريو، وما يظهر في وكالة الأنباء الجزائرية أن الخبير الذي صرح هو محسوب على على البوليساريو، وهو مصدر غير محايد أو أجنبي، بالتالي فما يمسمى بالخير الذي أخذت عنه الوكالة فهو يؤول الوثيقة الصادرة عن رؤساء الأركان بأنه يتسابقون على ضرورة استعمال القوة من طرف الاتحاد لإبعاد أو لمواجهة احتلال دولة لدولة”.
موردا “أولا، هذه العبارة بهذه الشكل خارج السياق، أي باعتبار ما يسمى الجمهورية العربية الصحراوية أنها دولة محتلة من قبل دولة أخرى وهذا أمر غير موجود، ومسألة أخرى هو اعتراض جنوب إفريقيا على المناورات التي قام بها المغرب، وهذا لا يتم تسجيله ضمن البيان الخاص بالهيئة أو المصادقة عليه لأنها تدخل ضمن مواقف تخص الدولة التي أدلت بها في إطار اجتماع بين وفود إذ أن كل وفد يعبر عن رأيه، وهذه مسألة أيضا تبين تناقض الأمر حسب ما اعتمده المصرح والذي اعتمد نوعا من التحوير للوثيقة”.
وأضاف محدثنا أن “هناك اقتطاع كلمات أو عبارات من داخل البيان، فبدل أن يأتي بالبيان بشكله الأصلي ويحورها وفق التوجه الذي يدافع عنه، ولم يسبق للاتحاد أن قام بتدخل معين لإبعاد دولة محتلة عن دولة أخرى في إفريقيا، ولو كان هذا الأمر صحيحا لكانت مجموعة من المشاكل في إفريقيا تم حلها، إذ أن الاتحاد ليست له قوة عسكرية ميدانية”.
“إذ أن هذا الاتحاد منذ نشأته لم يساهم في إبعاد أو ردّ عدوان دولة عن دولة أخرى”، يستطرد شقير شارحا: “وهي مسألة غير واقعية وغير عملية، إضافة إلى أن هناك إشارة أخرى، هي التمسك على الحدود الموروثة عن الاستعمار، إلا أن ما تناساه الخبير هو أن المغرب تحفظ على هذا البند، واعتبر أن المغرب حينها كان في حالة استرجاع لأراضيه المستعمرة، وهو ما يدل عن هذا الخبر بهذا الشكل كان فيه الكثير من التحوير، والكثير من اللاواقعية السياسية”.
وتابع الخبير العسكري، أنه “بالإضافة إلى ما جاء في الوكالة أن الاتحاد سيتحرك لمواجه دولة محتلة لدولة أخرى في إفريقيا، فالمصرح تناسى أن ملف الصحراء المغربية متروك للأمم المتحدة ويتم حله في إطار المنتظم الدولي، ونسي أن ممثل جنوب إفريقيا في آخر اجتماع أكد على نفس المسألة”.
وخلص شقير إلى أن هذه الدعاية موجهة بالأساس إلى الداخل الجزائري ومخيمات تندوف، إذ أن المعروف أن الجزائر بحكم بنيتها السياسية تقوم وسائلها الإعلامية بنشر الدعاية أكثر من نشر الأخبار، إذ من الصعب الوثوق فيها؛ والواقع يقول أن أمورا كثيرة تغيرت سياسيا وعسكريا.