المصدر: الصحيفة
المغرب لن يكون مستعجلا في إطلاق الخط الجوي المباشر مع إسرائيل”، بهذه العبارة وصفت مصادر سياسية لـ”الصحيفة” تعامل الرباط مع إحدى أهم الاتفاقيات التي جرى توقيعها يوم 22 دجنبر الماضي خلال زيارة وفد رسمي إسرائيلي أمريكي إلى المملكة في إطار اتفاق إعادة العلاقات الدبلوماسية مع الدولة العبرية، حيث سيتعامل المغرب “بصبر وحذر” مع التغير الحاصل في البيت الأبيض بعد وصول الرئيس الديمقراطي جو بايدن إلى سدة الرئاسة.
وحسب المصادر ذاتها فإن الرباط تنوي بالفعل إطلاق خط مباشر مع إسرائيل من أجل ضمان تنقل اليهود المغاربة المقيمين هناك بشكل سلس دون الحاجة للمرور عبر مطارات وسيطة، لكن هذه العملية لن تتم قبل اطمئنان الرباط لاستمرار الرئيس الأمريكي الجديد في الالتزام بالإعلان الرئاسي الذي وقعه سلفه دونالد ترامب والذي تعترف بموجبه واشنطن بموجبه بالسيادة المغربية على الصحراء، بالإضافة إلى إتمام فتح قنصلية أمريكية في مدينة الداخلة.
وأوضحت تلك المصادر لـ”الصحيفة” أن ما يرغب فيه المغرب هو أن لا يكون الإعلان الرئاسي بخصوص مغربية الصحراء إحدى القرارات التي سيتراجع عنها بايدن بعد أدائه اليمين الدستورية وتسلم مهامه بشكل رسمي يوم 20 يناير الجاري، وهو الأمر الذي يشمل لحدود الساعة التراجع عن منع مواطني 4 دول إسلامية من دخول الولايات المتحدة الأمريكية والعودة إلى الاتفاق النووي مع إيران وإلى اتفاقية باريس الأممية للمناخ.
وتنتظر الرباط من اللوبي اليهودي في أمريكا العمل على ضمان استمرار الإعلان الذي وقع ترامب، بعد الدور الذي لعبه في مسلسل التفاوض على عودة العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل والاعتراف بمغربية الصحراء، انطلاقا من التقارب المعلن بين بايدن والجماعات الداعمة لإسرائيل، لدرجة أنه قال عن نفسه سنة 2014 عندما كان نائبا للرئيس باراك أوباما “أنا صهيوني رغم أنني لست يهوديا”.
وفي دجنبر الماضي أعلنت شركتا “العال” و”إسرا-إير” أنهما ستعملان على ضمان الربط الجوي المباشر بين إسرائيل والمغرب، لكن الأخيرة توقعت أن تنطلق الرحلات بعد 3 أشهر، وفي 22 من الشهر نفسه كان اتفاق فتح إحداث رحلات طيران مباشرة واحدة من بين 4 اتفاقات جرى توقيعها خلال استقبال الملك للوفد الأمريكي والإسرائيل، وهو ما سيسمح للإسرائيليين بدخول المغرب مباشرة دون الحاجة للمرور عبر مطارات تركيا أو فرنسا أو إسبانيا، ما يعني تقليص مدة الرحلة إلى النصف تقريبا.