أنا الخبر ـ متابعة
سيحظى ملف الصخراء المغربية، على غير العادة، باهتمام كبير من طرف الرئيس الأمريكي الجديد “بايدن”، وذلك بسبب الرجة الديبلوماسية الكبير التي خلفها القرار الشجاع والمنطقي الذي اتخذه سلفه “ترامب”، بإعلانه رسميا عن اعتراف الولايات المتحدة بسيادة المغرب على صحرائه، بل وافتتاح قنصلية لبلاده بمدينة الداخلة الجنوبية.
جل المحللين السياسيين أجمعوا على أن الرئيس الجديد لن يلغي المرسوم الرئاسي الصادر عن “ترامب”، لكونه ليس قرارا شخصيا، بل هي خطوة تمت بعد دراسة معمقة، باركها صقور النظام الأمريكي، بل منهم من اعتبر أنها جاءت متأخرة أيضا.
وفي هذا الإطار، تشير التوقعات إلى أن الخارجية الأمريكية ستسعى خلال الأشهر القادمة إلى فرض الأمر الواقع على الجزائر، باعتبارها الطرف الحقيقي الذي ينازع المغرب على صحرائه، وذلك عبر جعلها تقبل طواعية بمقترح الحكم الذاتي الذي جاء به المغرب، مع إعطائها وعودا بالاستفادة من امتيازات سيتم التفاوض بشأنها، وكذا ضمان الولايات المتحدة لتطبيق المملكة لحكم ذاتي متقدم بأقاليمه الجنوبية، وبدء صفحة جديدة مع زعماء الجبهة الانفصالية، والذين قد يحصلون على بعض مناصب المسؤولية.
وبالتالي فإن المرحلة المقبلة ستشهد عدم تجميد اعتراف ترامب بمغربية الصحراء للحفاظ على المغرب كشريك تاريخي، وإقناع الجزائر بأهمية حل الصحراء عبر الحكم الذاتي مع محفزات اقتصادية وعسكرية تقلل التوتر في المنطقة، حتى لا يتم استقطابها بشكل مامل من طرف الصين وروسيا.