أنا الخبر ـ متابعة
رغم تطمينات وزير الداخلية الإسباني، فرناندو غراندي مارلاسكا، حول علاقات التعاون والتنسيق مع المغرب في أعقاب تصريحات رئيس الحكومة سعد الدين العثماني حول سبتة ومليلية، تكاد تمر العلاقات المغربية الإسبانية من أكبر حالات الفتور في السنوات الأخيرة، وذلك راجع لعدة متغيرات عرفتها الساحة الدولية.
ملفات عديدة جعلت علاقة المغرب بإسبانيا تمر من امتحان صعب، أولها وأبرزها اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بمغربية الصحراء، وهو الملف الذي ساهمت إسبانيا في جموده منذ سبعينيات القرن الماضي، كما أنه طالما سعت إلى إطالة عمر نزاع الصحراء المفتعل أكثر مما مضى، وهو ما يشغل المغرب عن المطالبة باسترجاع سبتة ومليلية الموجودتين تحت السيطرة الإسبانية من قرون، بالإضافة إلى استئناف العلاقات المغربية الإسرائيلية، ودور المغرب المحوري في ملف الهجرة، وتشديد الخناق الاقتصادي على الثغرين المحتلين، وسباق التسلح عالي المستوى في منطقة البحر الأبيض المتوسط، خصوصا بعد ازدهار العلاقات المغربية الأمريكية.
ويحذر بعض أقطاب الطبقة السياسية في مدريد من تفوق عسكري مغربي وشيك من شأنه تهديد أمن واستقرار إسبانيا، خاصة بعد التقرب المغربي الأمريكي الإسرائيلي، مما قد يتطلب رفع ميزانية التسليح ودعم العلاقة بين إسبانيا والولايات المتحدة لمواجهة التسلح المغربي.
هذا القلق، أشارت له تقارير إسبانية عديدة منذ سنة 2018، دفع المؤسسة العسكرية الإسبانية إلى إعادة حساباتها الاستراتيجية خاصة أن ارتقاء المغرب إلى الصف الأول ضمن جيوش القارة الأفريقية سيدفعه للاتجاه بحزم إلى استرجاع سبتة ومليلية والتفاوض من موقف قوة. (المصدر: الأيام 24)