أنا الخبر ـ الأيام 24
في الوقت الذي لم تستوعب فيه جبهة البوليساريو الانفصالية حجم الحصار الدولي الذي فُرض عليها، استغل الملك محمد السادس فرصة احتفال الشعب الكوبي بالعيد الوطني للبلاد ليعبر لرئيسها عن ارتياحه للتطور الذي باتت تشهده العلاقات بين المملكة وأحد الداعمين التقليديين لحاملي أطروحة الانفصال.
عبر الملك في برقية موجهة إلى الرئيس الكوبي ميغيل دياز كانيل بيرموديز، عن ارتياحه للتطور الذي باتت تشهده علاقات الصداقة بين البلدين، “في اتجاه تكريس أسس متينة للتقدير المتبادل، وللتعاون البناء والتضامن الفاعل”.، حسب ما جاء في نص البرقية.
وأضاف الملك محمد السادس مخاطبا ميغيل بيرموديز: “كما أود أن أؤكد لكم حرصي القوي على العمل سويا معكم من أجل توطيد هذه العلاقات وتكثيف جهودنا المشتركة لاستثمار أمثل لإمكانات التعاون والتبادل المتاحة لدى بلدينا في مختلف المجالات، بما يستجيب لتطلعات شعبينا ويسهم في توطيد جسور التضامن والتكامل جنوب – جنوب”.
يبدو من خلال نص البرقية أن الملك مرتاح لما يجري في القناة الدبلوماسية التي فتحت مع كوبا سنة 2018 بعد قطيعة طويلة دامت لعقود وكانت بدايته سنة 2018، بعد توتر العلاقات بين الملك الراحل الحسن الثاني والرئيس الكوبي الراحل فيديل كاسترو بسبب الدعم الذي توفره بلاده للبوليساريو.
هذه القطيعة أنهاها الملك محمد السادس بعد زيارة قام بها سنة 2017 إلى كوبا فتحت الباب لدينامية جديدة توجت باستئناف العلاقات الدبلوماسية بين الرباط وهافانا وختم سجلات الخلاف على مدى 37 سنة بطابع “المصلحة المشتركة”.
وجاء الرد الكوبي بتعيين سفير مفوض فوق العادة في الرباط سلم أوراق اعتماده إلى ناصر بوريطة وزير الشؤون الخارجية سنة 2018، وهذه الصفة التي حملته إلى المغرب هي أعلى من سفير عادي ما يعني أن جمهورية كوبا تطلب مصالحة شاملة مع المغرب والدخول في مرحلة جديدة خاصة.
رغم أن الجمهورية الكوبية عبرت عن تأييدها لجبهة البوليساريو بعد التدخل العسكري للقوات المسلحة الملكية لتأمين معبر الكركرات الحدودي، تجنبت التعبير عن إدانتها للخطوة المغربية بما يمكن تفسيره بالخروج التدريجي من جلباب الدبلوماسية الكوبية الذي حاكه الرئيس السابق، علما أن هذه الدولة ضمن مجموعة قليلة من الدول الداعمة للانفصاليين.