أنا الخبر ـ متابعة
الأكيد أن الجزائر تعيش في السنوات الأخيرة أسوأ أيامها سياسيا و اقتصاديا، فالجارة الشرقية التي لم تهدأ فيها الاحتجاجات رغم استقالة الرئيس الخالد عبد العزيز بوتفليقة و فرض الجيش لرئيس جديد لم يرحب به الحراك، إضافة إلى تضرر البلاد كثيرا من الانخفاض الكبير لأسعار المحروقات و زيادة التضخم و تقلص ميزانية البلاد التي لم تبلغ هذا العام سوى 62 مليار دولار، مع 20 مليار دولار كعجز للميزانية.
كل هذه المعطيات لها دلالتها في “المحنة” التي تعيشها اليوم الجزائر داخليا و خارجيا، حيث أن دولا عديد انفضت من حولها، على غرار موريتانيا التي يبدو أنها لن تغفر للجزائر ما فعلته قبل أسابيع جبهة “البوليساريو” في معبر “الكركرات” على حدود التماس بين المغرب و موريتانيا.
و في ظل التحولات الجيوسياسية التي تعيشها المنطقة يلاحظ أن موريتانيا أصبحت أقرب اليوم إلى المغرب، بعد تولي محمد ولد الشيخ الغزواني مقاليد الحكم خلفا للجنرال محمد ولد عبد العزيز الأقرب للطرح الجزائري و الذي لم يكن يتواني في إشهار عدائه للمملكة.
فالمغرب بعد طي أزمة الكركرات فتح ذراعيه لموريتانيا على جميع الأصعدة قرر مطلع الأسبوع الجاري إعفاء رجال الأعمال الموريتانيين من تأشيرة الدخول إلى المغرب و نفس القرار اتخذه بالنسبة لمن يرغبون في العلاج بمستشفيات المملكة إضافة إلى الطلبة الموريتانيين ممن سيختارون متابعة دراستهم في الجامعات المغربية، كما قرر المغرب الرفع من إستثماراته في بلاد شنقيط بعد قرار نواكشوط الشهر الماضي تسهيل مهام رجال الأعمال المغاربة في الحصول على تأشيرة دخول الأراضي الموريتانية.
التعاون المغربي الموريتاني تجاوز الأمور الاقتصادية إلى ما هو عسكري، على مقربة من الزيارة المحتملة للملك محمد السادس لنواكشوط، بعدما احتضنت العاصمة الموريتانية يوم الثلاثاء الماضي، اجتماعا رفيعا ترأسه كل من وزير الدفاع الوطني الموريتاني حننة ولد سيدي، و المفتش العام للقوات المسلحة الملكية الجنرال دوكور دارمي عبد الفتاح الوراق، ركزت على التنسيق الأمني و العسكري بين البلدين، في رسالة موجهة بالخصوص إلى الجزائر. (الأيام 24)