أنا الخبر ـ متابعة
ارتأى حفيظ الدراجي، الإعلامي الجزائري، والمعلق الرياضي بشبكة قنوات “ببن سبورت” القطرية، الرد على الجدل الذي رافق موقفه الأخير من المستجدات التي شهدتها العلاقات الديبلوماسية بين المغرب وإسرائيل، بعد اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بالسيادة الكاملة للمغرب على الصحراء.
وتعرض الدراجي لموجة من الانتقادات بسبب “تغريدته” ذات الحمولة السياسية، والتي جاء فيها “المغرب يلتحق بالإمارات والبحرين والسودان في إقامة علاقات مع إسرائيل، الخنوع يتواصل وخضوع الحكومات العربية لرغبات ترامب سيستمر”، مردفا “لكن فلسطين ستبقى أمانة في أعناق الشعوب الحرة، حتى ولو بقينا لوحدنا، لن نستسلم، سنبقى نندد بالهوان ونكرر أن التبطيع خيانة وجبن ومهانة”.
وأكد الدراجي في تصريح لموقع “الصحيفة”، إن “تغريدتي بعد قرار المغرب بالتطبيع لم تختلف عن تغريداتي السابقة عند تطبيع دول عربية أخرى، وكررت موقفي ووجهة نظري من التطبيع دون أدنى تهكم على دولة المغرب وشعبها، ولا على دول وشعوب الإمارات والسودان والبحرين”.
وأردف، قائلا “كنت سأكتب نفس الشيئ لو طبعت الجزائر بلدي أو قطر مكان اقامتي، لكن ردود الفعل المبالغ فيها دفعتني إلى كتابة تغريدة ثانية نزولا عند رغبة الكثير من الأصدقاء في الجزائر والمغرب، بأننا نشعر بالحرج من التعاليق والمنشورات المنددة بالتطبيع، خاصة وأننا لا نقصد الاساءة للأوطان والشعوب مثلما ذهبت إليه بعض التعاليق المسيسة التي راحت تبرر التطبيع عوض مناقشته وابداء الرأي بشأنه”.
وتابع الدراجي، بالقول إنه “كما أن انتقادنا لمواقف حكوماتنا لا يحمل أي تهكم على دولنا أو شعوبنا، وحتى انتقادي لحكومات بلدي وسلطات بلدي كل مرة كان دفاعا عن وطني وشعب بلدي ، ولم يكن فيه تهكم على الأشخاص والرموز و المؤسسات، بل على الممارسات والسياسات التي ننتقدها كلما اعتقدت بأنها غير صائبة”.
هذا، وتفاعل الإعلامي الجزائري مع ردود الفعل الشعبية إزاء موقفه الأخير، معتبرا أنها “لا تحرجني لأن المشاعر والعواطف من تحكمها، وردود فعل النخبة التي تعبرعن وجهة نظر أيضا لا تحرجني عندما تبقى في حدود مناقشة الفكرة والرأي، إلا أنه عبر عن أسفه حول ردود فعل “من يبررون التطبيع ويحملون مسؤوليته للجزائر، ويدافعون عن بلدهم بالتهكم على بلدي، ومن يبررون المواقف السياسية عوض مناقشتها”.
وتابع المعلق الرياضي، بالقول “حز في نفسي تبرير بعض الإعلاميين المغاربة لقرار سلطات بلادهم بأن الجزائر هي المتسبب في دفع المغرب نحو التطبيع، وهذا يشكل عذرا أقبح من ذنب، لأن المغرب كما الإمارات والسودان والبحرين يبقى من حقهم التطبيع أو قطع علاقاتهم مع من يريدون دون الحاجة إلى تقديم تبريرات، ويبقى من حقي و واجبي كإعلامي أن أعبر عن وجهة نظري ومن واجبي الدفاع أيضا عن حق بلادي في اتخاذ المواقف التي تراها ضرورية لمصلحة شعبنا، ولا يمكن أن ندافع عن حق ونبخس بالمقابل حقوق الأخرين”.
وعبّر الدراجي عن شعوره بالصدمة من بعض من “يحسبون على النخبة من الذين يدافعون عن حق بلدهم في اتخاذ المواقف التي تناسبها، ويمنعون نخبة أخرى من فعل نفس الشيئ أو حتى التعبير عن رأيها، خاصة وأن الرأي يحترم والفكرة تناقش، بما في ذلك مواقف الحكومات التي يمكننا مناقشتها ومعارضتها أو تأييدها”.
صاحب مؤلف “في ملعب السياسية”، تشبث في معرض حديثه، عن حقه بالتنديد بالمساومة بالقضية الفلسطينية، التي تعتبر قضية مبدئية لشعوبنا، على حد تعبيره، مردفا “من حقي الإعتزاز بموقف بلادي عندما يكون مشرفا، والتنديد به عندما يكون مخيبا، أما موقف إدارة ترامب فلم أعلق عليه، ولا يهمني أصلا، يقينا مني بأن أمريكا في نظري لا تهمها سوى مصلحة اسرائيل من زمان وكل مواقفها ومساعيها تصب في مصلحة إسرائيل”.
وختم الدراجي، حديثه للموقع المغربي، بالتأميد على أن “ما يحدث من سجال وعداء في وسائط التواصل الاجتماعي وبعض وسائل الاعلام هو انتصار آخر لاسرائيل التي لا يخدمها تقارب الشعوب العربية والحكومات العربية وتعمل المستحيل من أجل اذكاء نار الفتنة”، على حد قول المتحدث نفسه