أنا الخبر ـ و.م.ع
وصف السفير المغربي لدى روسيا، لطفي بوشعرة، التطور الأخير في العلاقات بين بلاده وإسرائيل بأنه ليس تطبيعا ولا مبادلة، معتبرا أن القرار الذي اتخذ بإقامة مكاتب صلة بين المغرب وإسرائيل هو عمل يندرج في سياق عملية بناءة للترويج للسلام في المنطقة.
وقال السفير المغربي في حوار مع وكالة الأنباء الروسية “سبوتنيك”، إن قرار الولايات المتحدة الاعتراف بمغربية الصحراء، يأتي انطلاقا من المعرفة بتاريخ المغرب وبأن الصحراء كانت جزءا منه على الدوام.
وتوقع أن يكون للاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على الصحراء نتائج إيجابية على الصعيد الاقتصادي، معتبرا أنه سيسمح بخلق فرص استثمارية جديدة لكل المنطقة.
وبخصوص موقف الجزائر ازاء الاعتراف الأمريكي، بمغربية الصحراء، قال السفير المغربي لدى روسيا، إنه في حال لم يكن للجزائر علاقة بهذا الخلاف كما تدعي دائما، كيف إذا ستكون معنية بالقرار الأمريكي؟ نحن في قلب التناقض الجزائري. لا يمكن أن ندين من يعترفون بمغربية الصحراء وفي نفس الوقت ندعي أن لا علاقة لنا بهذا الخلاف.
وأضاف الدبلوماسي المغربي لدى موسكو “إنه لا يمكن أن نحيك الخطط في الكواليس وفي نفس الوقت نتملص من كل مسؤولية في حل مسألة الصحراء، ولا يمكن أن نتحدث عن احترام القانون الدولي وفي نفس الوقت نقوم بمنع الأمم المتحدة من إحصاء أعداد السكان في مخيمات تندوف، معتبرا أن القانون الدولي الذي تستحضره الجزائر ليس مجرد شعار يُطلق من أجل غايات سياسية بل هو كامل متكامل، وعندما ندعو الآخرين لاحترام القانون يجب أن نتحلى بالأدب ونطبق ذلك على نفسنا.
وأوضح بوشعرة، “لا يمكن لأحد أن يحتكر الدفاع عن القانون، والمغرب لا تقبل أن تُعطى دروسا في القانون الدولي من قبل الجزائر. لا يمكن أن نبني مغرب (يقصد العالم المغاربي) الغد وفق مكونات أيديولوجية أصبحت من الماضي، وأن التحديات التي تواجهها منطقتنا اليوم لم تعد نفس تحديات الستينات والسبعينات، ويجب أن نقدم اليوم حلولا محلية ومحددة لكي نواجه أزمة الهجرة والتغير المناخي والاندماج الاقتصادي المحلي. يجب أن نضع أفقا وهدفا، ونبني المستقبل وألا نبقى عالقين في الماضي”.
وشدد بوشعرة “أنه يجب الترويج للسلام والأمن في منطقتنا من دون هوادة عبر الحوار والمشاورات والمغرب يتبع هذا النهج”.
وكان الرئيس الأمريكي قد أصدر الخميس الماضي مرسوما رئاسيا، يقضي باعتراف الولايات المتحدة الأمريكية، لأول مرة في تاريخها، بسيادة المملكة المغربية الكاملة على كافة منطقة الصحراء المغربية.
وكتجسيد لهذه الخطوة السيادية الهامة، قررت الولايات المتحدة فتح قنصلية بمدينة الداخلة، تقوم بالأساس بمهام اقتصادية، من أجل تشجيع الاستثمارات الأمريكية، والنهوض بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية، لاسيما لفائدة ساكنة أقاليمنا الجنوبية.