نبيل أبوزيد من سطات
انتشرت عبر مواقع التواصل الإجتماعي صور رجل تعليم شاب اسمه “عبد العالي طاشة” بضواحي مدينة سطات، تابع للمديرية الإقليمية للتعليم بسطات، يعمل صباح مساء وخارج أوقات الدرس والعمل في الحفر ومشاق الفلاحة والبناء والبستنة بكل روح وطنية وغيرة شبابية، لإعادة الحياة لمدرسة عمومية شبه مهمشة لتصبح ملونة بكل ألوان الطبيعة، أشجار مثمرة وزهور جميلة ورائحة نباتات وأعشاب تفرح كل زائر حط رحاله بهذه المؤسسة التعليمية التي ستنجب بكل تأكيد جيلا جديدا من المتعلمين على يد مدرسها الشاب “عبد العالي طاشة”.
وشارك صور هذه الأعمال الجميلة والمنجزات عدد كبير من رجال التعليم والمواطنين وآباء وأولياء الأمور بمختلف أقاليم المغرب، مؤكدين على أن هذا السلوك الإيجابي يشبه سلوك بعض الأساتذة الفرنسيين أيام الإستعمار، الذين كانوا يعشقون الطبيعة ويعشقون مهنة التعليم ويدرسون التلاميذ بكل روح مهنية وسلوك إنساني وأوقات فراغهم كانت مثلما فعل المرس “عبد العالي طاشة” يسخرونها في التزيين والبستنة والصباغة.
وفي ذات الصدد، وبشهادة الجميع الذي اتصلوا بنا لمباركة عمل هذا المرس الذي يشتغل بالوحدة المدرسية أولاد التومي التابعة للمجموعة المدرسية دار الشافعي 1 بجماعة دار الشافعي القروية مديرية التعليم بسطات، منذ التحاقه بالمجموعة المدرسية السالفة الذكر في الموسم الدراسي 2017/2018، أخرجت الوحدة المدرسية من وضعيتها السابقة بعدما كانت أرض قاحلة جرداء مغبونة، إلى فضاء جذاب محفز ومواطن يبعث على الإبداع ويشجع على التميز، بعد تحويل ساحتها حديقة خضراء خصبة تعج بالحياة و تزخر بمختلف أنواع الأشجار كالزيتون، وشجر التفاح، والخوخ، والرمان، وشجر السرو، والكالبتوس، وأشجار النيم، والعديد من الأزهار، كل ذلك بتكلفة صفر درهم وكلها بمجهودات الأستاذ “عبدالعالي طاشة” مع مجموعة من المحسنين سواء من الأطر التربوية أو أبناء الدوار.
ولم يتوقف تطوع الأستاذ عند التشجير والغرس والسقي، بل عمل على إعادة تدوير مخلفات حفر دور الصرف الصحي بالمدرسة من أتربة وحجارة وأنشأ بها ممر كولوجية تربط ترجل المتعلمين والمتعلمات من باب المؤسسة صوب الأقسام، تتوسطها مدارة مخضرة بالأزهار و بها العلم الوطني .