أنا الخبر ـ متابعة
تعيش منطقة الكركرات الحدودية بين المغرب وموريتانيا، على صفيح ساخن منذ أسابيع بسبب استفزازات تقودها ميلشيات جبهة البوليساريو، على أكثر من صعيد شرق المنطقة العازلة، مع المغرب ومناطق خط التماس مع موريتانيا، تسببت في غلق المعبر الحدودي الحيوي.
جريدة ’’الأيام24’’ كشفت أن هذه التطورات، دفعت الجيش الموريتاني إلى نشر جنوده قرب منطقة بولنوار الحدودية عشية أمس الثلاثاء.
ويأتي هذا الانتشار بعد ساعات من زيارة القائد المساعد لأركان الجيوش الموريتانية، اللواء المختار بله شعبان، إلى العاصمة الاقتصادية لموريتانيا، وحاضرة الاطلسي، مدينة نواذيبو شمال غرب البلاد، التي تبعد بنحو 50 كيلو مترا عن معبر الكركرات الحدودي مع المغرب.
الزيارة التي لم تعلن عنها وسائل الإعلام الرسمية، جمعت القائد العسكري مع بعض قادة المنطقة العسكرية الشمالية لموريتانيا، وذلك بهدف تفقد وضعية حدود البلاد، وإجراءات تأمينها بعد التطورات الأخيرة خاصة وأن إحدى المناطق الموريتانية تقع على خط التماس مع المعبر ولا تبعد عنه سوى بضع كيلومترات.
موريتانيا التي حاولت دائما أن تبدو محايدة من الصراع، لم تعبر صراحة عن موقفها من التطورات الأخيرة، وإغلاق المعبر لأسابيع، وهي التي تضررت اسواقها من هذا الإغلاق.
هذا الموقف الصامت والغامض للجارة الجنوبية للمملكة، مرده إلى نقل الجزائر شحنات غذائية لنواكشوط، عبر طائرات عسكرية و بأثمنة مضاعفة عن العرض المغربي، تٌضيف مصادرنا.
معبر الكركرات الذي شكل دائما شريان التجارة الدولية البرية بين إفريقيا وأوربا وليس فقط بين المغرب وموريتانيا، دفع موريتانيا على استحياء لمحاولة التحرك شمالا لحماية مصالحها في ظل ما تعيشه المنطقة لأسابيع، و بسبب تضرر أسواقها التي قد لا تصمد أمام المنتجات الجزائرية مرتفعة الثمن.
وفي ضوء ما ينهجه المغرب من ضبط النفس رغم الاستفزازات المقصودة والتي وصل صداها إلى الأمم المتحدة ومواقع التواصل الاجتماعي، فإن خيار الرد يبقى مطروحا، وفق الإشارات التي تضمنها الخطاب الملكي بمناسبة الذكرى 45 للمسيرة الخضراء، إذ شدد الملك محمد السادس على أن المغرب، ’’سيبقى إن شاء الله، كما كان دائما، متشبثا بالمنطق والحكمة؛ بقدر ما سيتصدى، بكل قوة وحزم، للتجاوزات التي تحاول المس بسلامة واستقرار أقاليمه الجنوبية.’’
مصادرنا كشفت أنه بموازاة وصول الشحنات الغذائية الجزائرية لموريتانيا، تتفاوض نواكشوط سرا مع البوليساريو، الامر الذي يطرح أكثر من علامة استفهام.
فوق هذا وذاك تجري اتصالات على أعلى مستوى بين مسؤولين من المغرب وفرنسا وموريتانيا والجزائر، لحلحلة الوضع بالمعبر القريب جدا من موريتانيا، خاصة بعدما أعلنت جبهة البوليساريو عن حالة الطوارئ القصوى، وتعبئة عناصرها، خوفا من أي رد فعل مغربي محتمل خلال الأيام المقبلة، وبعد الخطاب الملكي الأخير الذي بعث رسائل واضحة لمن يهمهم الأمر.