أنا الخبر ـ الجريدة 24
في الوقت الذي يبدو أن الانتخابات الأمريكية دخلت في نفق مظلم بسبب توجه دونالد ترامب نحو القضاء لمنازعة جو بابدن في نتائج هذه الانتخابات التي لم تنته بعد، يتوقع الكثير من المحليين والمراقبين فوز بايدن بهذه الانتخابات، بعدما لم يعد يفصله عن الفوز برئاسة الولايات المتحدة سوى 6 أصوات من أصوات الوكلاء المعنين بانتخاب الرئيس الأمريكي الجديد.
وبسبب النفق الذي دخلته انتخابات الولايات المتحدة الأمريكية، لأول مرة منذ 100 سنة، يساور الأمريكيين القلق بشأن الوضع الأمني إذا استمر الخلاف بين بايدن وترامب حول نتائج الانتخابات، لكون فوز بايدن لن يكون ناجزا، وفق تاج الدين الحسيني، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس بالرباط، لسبب بسيط هو أن ترامب أخذ العدة لدخول معارك قضائيا لا تنتهي، لأنه يشكك في نتائج التصويت ويرجح فرضية التزوير، حينما اعتبر أن التصويت عبر البريد غير منصف ولا مقبول، وفي المقابل، جند بايدن 600 محام لمواجهة دعاوى ترامب.
ولفت تاج الدين الحسيني إلى أنه منذ 100 لم تكن الولايات المتحدة مقسمة كما حصل الان، الأمر الذي قد يؤثر، حسب المتحدث ذاته، “للجريدة24” على الوضع الأمني الداخلي.
وعلاقة بملف الصحراء، قال تاج الدين الحسيني إن نجاح ترامب في الانتخابات الأمريكية المتنازع حولها لن يؤثر على مسار قضية الصحراء، بعدما أعلنت ادارته في العهد الحالي أن مقترح الحكم الذاتي الموسع الذي تقدم به المغرب ووضعه على طاولة مجلس الأمن، مقترح جيد وعادل لحل النزاع حول ملف الصحراء، وهو موقف مهم، يقول الحسيني، بالنسية للمغرب.
لكن هناك من يتخوف، يضيف أستاذ العلاقات الدولية، من أن تعود الولايات المتحدة إلى اعتماد استراتيجيات متطرفة بخصوص الملف، من قبيل المطالبة بإسناد مهمة مراقبة حقوق الانسان بالصحراء للمينورسو، وموضوع الاستفتاء في الصحراء، وغيرها من التوجهات التي كانت تثار في عهد الرئيس الأسبق بارك اوياما. وأشار تاج الدين الحسيني إلى أن هناك من المحللين من يرى أن بايدن قد يعود لتطبيق سياسة اورباما بخصوص ملف الصحراء.
وأوضح الحسيني أن سياسة بايدن، في حال فاز برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، ستكون شبيهة الى حد بعيد بسياسة باراك اوباما في ملف الصحراء، قبل أن ينبه المتحدث ذاته إلى أن هناك منعطفين يجب أخذهما بعين الاعتبار.
الأول، حسب أستاذ العلاقات الدولية، هو أن إدارة أوباما كانت ديمقراطية، الشيء الذي قد تكون عليه إدارة بايدن، ولذلك قد تتعاطف مع بعض المؤسسات التي تناوش المغرب في قضية الصحراء مثل مؤسسة كينيدي التي ترى أن أولوية حقوق الانسان ترتب على الولايات المتحدة التزامات معينة في المنطقة.
لكن (ثانيا) في المنعطف الآخر نجد السيدة كلنتون التي وقفت كثيرا إلى جانب المغرب، وكان وجودها وتدخلها السبب الرئيس في وقف ذلك التحرش الأمريكي ضد المغرب على مستوى حقوق الانسان، والتي تتمتع بعلاقة جيدة ببايدن، يشير تاج الدين الحسيني.
وقال المتخصص في ملف العلاقات الدولية والصحراء، إنه من الواضح أن مجيئ بايدن لن يغير كثيرا في مسار الملف حتى لو استقطت مجموعة من المسؤولين الشباب الذين كانوا الى جانب اوباما في البيت الأبيض وفي ادارة الشؤون الخارجية.
لكن، يستدرك، الحسيني، مستشارو الشؤون الخارجية الأمريكية وعلاقة بايدن الوثيقة بكلنتون سيكون له آثارا ايجاية بالنسبة للمغرب، في انتظار من سيكلفه بايدن في إدارة الشؤون الخارجية الأمريكية، إذا تأكد فوزه، بالاضافة إلى مبعوث الإدارة الأمريكية بالأمم المتحدة ومجلس الأمن، الذي سعبر عن مواقف باسم دولته.
ونبه تاج الدين الحسيني إلى أنه في نهاية المطاف لا الديمقراطيين ولا الجمهوريين يهمهم كثيرا ملف الصحراء بقدر ما يهمهم دائما إحداث توازن بين المغرب والجزائر، باعتبار أن المغرب صديق تقليدي للولايت وحليفا استراتيجيا، كما أن الجزائر هو الآخر حليف مهم على المستوى الاقتصادي بالنظر لوجود الكثير من الشركات الأمريكية تشتغل بالجزائر في قطاع الغاز والنفقط وغيرها، ولذلك تأخذ بعين الاعتبار في التعبير عن مواقفها علاقتها مع الجزائر.