أنا الخبر ـ هبة بريس
ضجة وفوضى كبيرتين تلك التي شهدتهما وزارة الصحة، يوم أمس الجمعة، بعد تداول خبر تقديم محمد اليوبي، مدير مديرية الأوبئة ومحاربة الامراض بالوزارة، لاستقالته من منصبه بسبب الضغوطات التي وصلت حد الخلاف والمشاداة الكلامية بينه وبين وزير الصحة خالد ايت الطالب وكاتبه العام ومستشاره الاعلامي.
تفاصيل القصة، حسب مصدر مطلع لهبة بريس، تعود الى بداية تعيين ايت الطالب على رأس الوزارة، حيث استهل عمله بتصفية تركة الوزراء السابقين، و إعفاء أبرز أطر ومسؤولي الوزارة، واستقدام آخرين مقربين له، ليحين الدور على اليوبي.
وأضاف ذات المصدر، أن قرار اعفاء اليوبي من منصبه تزامن وبداية أزمة كورونا بالمغرب، ما دفع بالوزير الى التراجع عن قراره أو تأخيره، لافتا الى أن بروز اليوبي إعلاميا ومهنيا خلال هذه الفترة، تسبب في تفاقم الضغوطات عليه والمضايقات من مسيري شؤون الوزارة .
وتابع مصدرنا، أن اليوبي ومنذ ظهور أولى الحالات المصابة بكوفيد 19 بالمغرب، أخذ يعمل ليل نهار ويبذل مجهودا مضاعفا، غير أن متاعبه تضاعفت بسبب المضايقات التي يتعرض لها بسبب تطاول مقربي الوزير على اختصاصاته والتواصل معه بشكل غير لائق، مضيفا أن مدير مديرية الأمراض والاوبئة اشتكى، قبل 3 اسابيع، لشخص مقرب منه من تصرفات وممارسات مقربي الوزير، وخاطبه بحرقة قائلا:”كون مخفتش نتسمى خائن ويقولو تخليت على بلادي فهاد الظرفية الصعبة كون مشيت فحالي”. يحكي مصدرنا.
وزاد مصدر الجريدة، أن الوزير لم يستسغ القبول الذي لقيه اليوبي من المغاربة بسبب حسن تواصله وايصاله للمعلومه، وتعمد إعفاءه من الندوة الصحفية قبل أسابيع وقام بتكليف وجه جديد كل يوم مكانه، قبل أن يقدم شخصيا مستجدات الحالة الوبائية بالمغرب في أحد المرات، هذا الظهور الذي لم يكن موفقا وجر عليه وابلا من الانتقادات والمطالب بعوده اليوبي، وهو ما استجاب إليه -الوزير- مرغما.
ويصف مصدر الجريدة، حالة الوزير ايت الطالب قبل يومين، ويقول “بملامح جد غاضبه وصل الوزير الى الوزارة عشية حلوله باجتماع لجنة القطاعات الاجتماعية بمجلس النواب، حيث دخل مكتبه دون سلام أو كلام ورفض الحديث الى أحد سوى 3 أشخاص من مقربيه الذين لا يفارقون مكتبه”، لافتا الى أن الامر يعود الى كلمة وجهتها له البرلمانية ابتسام مراس، والتي أكدت من خلالها على أن أغلب المغاربة يجهلون هوية واسم الوزير ولا يعرفون سوى اليوبي .
حديث البرلمانية زاد الطينة بلة، غير أن النقطة التي أفاضت الكأس، يسترسل ذات المتحدث، هي أمر المستشار الاعلامي لليوبي “عبر رسالة نصية” بتكليف أحد الأشخاص من المديرية بتقديم تصريح لأحد برامج القناة الثانية “دوزيم” حول تطور جائحة كورونا بالمغرب، غير أن اليوبي -ودون قصد- لم يطلع على الرسالة ولم ينفذ أمر المسؤول الإعلامي.
بعدها، يضيف مصدر هبة بريس، اتصل الوزير باليوبي، واستفسره عن سبب عدم الرد عن الاتصالات والرسائل وعدم تكليف أحد الاطر بالمديرية بالمهمة المطلوبة، قبل أن يجيبه اليوبي بالقول :”ميمكنش السي الوزير تتاصل بيا ومنجاوبش”، ليرد الوزير قائلا: “ماشي أنا اللي تاصلت بيك ، السي .. هو اللي تاصل”، ليتدخل أحد المتواجدين برفقة الوزير ويخبره بأن المستشار الاعلامي أرسل رسالة نصية عبر تطبيق “واتساب” ولم يتصل هاتفيا.
حينها، أكد اليوبي للوزير أن مثل هذه التكليفات والاوامر لا ترسل عبر تطبيق “الواتساب” لأنه ليس وسيلة تواصل مهنية، ما تسبب في مشاداة كلامية، وصلت حد توبيخ الوزير لليوبي، ليعلن الأخير تقديم استقالته من منصبه، هذه الاستقالة ، يؤكد مصدر الجريدة، التي قوبلت بالقبول من الوزير .
وتابع مصدرنا، أن اليوبي توجه فعلا باستقالته الخطية الى مكتب الوزير الذي رفض استقباله، مضيفا أن عدد من مسؤولي الوزارة تدخلوا لإقناع مدير مديرية الأوبئة بالتراجع عن قراره، حيث رد عليهم بالقول: “استقالتي نهائية وحتى حد مغادي يقنعني نبقى سوى ايلا كانو باغيني جهات عليا نستمر فعملي”.
وشدد المصدر ذاته، على أن اليوبي ورغم قرار استقالته، واظب على الحضور الى عمله باستمرار، وتتبع الحالة الوبائية بالمغرب مع باقي الأطر المسؤولة، كما واظب على تحضير الإحصائيات اليوميه لإعلانها للرأي العام، مسترسلا بالقول: “غي لبارح كان فالمكتب ديالو بجلابتو وقال للزملاء ديالو أن باقي غنخدم معاكوم هنا، حتى تفوت هاد الظرفية”.
ولم يستبعد مصدر الجريدة، تواصل جهات عليا مع وزير الصحة واليوبي عشية أمس الجمعة، لدعوة الأخير الى العدول عن قراره ومواصلة مهمته بالمديرية ولجنة اليقظة لتجاوز هذه الأزمة وهذه الظرفية التي في غنى عن خلافات وتوترات من هذا القبيل.