أنا الخبر ـ الصباح 

اعتبرت وزارة الصحة أنه من المستحيل استمرار الحجر الصحي إلى حين القضاء نهائيا على فيروس كورونا، مؤكدة في الوقت نفسه أن الخروج المفاجئ وغير المدروس للمواطنين، قد يفاقم الوضعية الوبائية ويعود بالمغرب إلى نقطة الصفر.

وأعلنت وزارة الصحة، في خارطة طريق توقعية لرفع الحجر الصحي في 20 ماي الجاري، خلو ثلاث جهات من فيروس كورونا، هي جهات العيون- وادي الذهب والداخلة- الساقية الحمراء والشرق، بينما تمكنت أربع جهات أخرى من التحكم فيه، إلى أدنى الحدود، باحتساب العدد الأساسي للعدوى (إر0) الذي انخفض ما دون 0.5 في جهات كلميم – وادي نون، وبني ملال- خنيفرة وسوس ماسة ودرعة تافيلالت.

وقالت مديرية علم الأوبئة ومحاربة الأمراض وفق ما كتبته “الصباح” في عددها لنهاية الأسبوع، إن المعدل الوطني للعدد الأساسي للعدوى وصل إلى 1.01، بمعنى أن حاملا للفيروس يمكن أن يصيب 1.01 مواطنا غير مصاب، بدل 2.9 مواطنين، وهو مؤشر مشجع للانتقال إلى العدد 0.7، الذي يطمح إليه المغرب لبدء الرفع التدريجي لحالة الطوارئ الصحية. وحسب الدراسة التي أعدتها المديرية (غير نهائية حسب تطورات الوباء إلى غاية 5 ماي الجاري)، فإن خمس جهات مازالت ترفع المعدل الوطني للعدد الأساسي للعدوى، وهي جهة البيضاء-سطات، التي مازال فيها المؤشر مستقرا في 1.09 وجهة الرباط-سلا-القنيطرة (1.89) وجهة فاس-مكناس (1.04) وجهة طنجة-الحسيمة-تطوان (1.06) وجهة مراكش-آسفي (1.07).

وتعتمد أغلب الدراسات في العالم التي تشتغل على سيناريوهات رفع الحجر الصحي المفروض بسبب جائحة كوفيد19 على العدد الأساسي للعدوى لتقدير عدد الإصابات في الأيام المقبلة، وعلى أساسها، يمكن وضع تصور لكيفية المرور إلى المرحلة المقبلة.

وفي المغرب، توقعت مديرية علم الأوبئة والأمراض المتنقلة أن يبلغ عدد الإصابات 6400 حالة عند 20 ماي الجاري، تاريخ نهاية الحجر الصحي الثاني، كما توقعت التحكم في مصادر البؤر داخل التجمعات المهنية والعائلية، ونهاية انتشار الوباء المرتقبة ما بين 16 و21 من الشهر نفسه. كما يرتقب، حسبها، أن يتراجع عدد الإصابات اليومية ما بين 10 و20 حالة عند تراجــــــــــــــع الجائحة. ونبهت مديرية الأوبئة إلى مخاطر محتملة مرتبطة بطبيعة سرعة الفيروس بعد رفع الحجر، إضافة إلى النسبة غير المعروفة لحاملي العدوى، الذين لا تظهر عليهم أي أعراض مرضية، وعدم التزام الناس بقواعد التباعد الاجتماعي بعد رفع الحجر الصحي، مستنتجة أن عودة ظهور الوباء بعد رفع القيود مازالت ممكنة.

وأكدت مديرية الأوبئة أن الخروج من الحجر يجب أن “يكون جزءا من استراتيجية التحكم في الوباء الذي اعتمد حتى الآن على هدف السيطرة على “كوفيد 19′”، مشيرة إلى أن الهدف بعد رفع الحجر هو الحد من ظهور بؤر جديدة وانتشار الفيروس في أماكن متفرقة، وتجنب دخول الوباء إلى مناطق خالية منه.

وتشير خريطة طريق مديرية الأوبئة إلى أن رفع الحجر يجب أن يراعي التدرج والجغرافيا والنشاط الاقتصادي حسب القطاعات الأولوية والحفاظ على قواعد التباعد الاجتماعي، إضافة إلى ضرورة إبقاء كبار السن ضمن الحجر الصحي.

المقالات الأكثر قراءة

التعليقات مغلقة.