أنا الخبر ـ متابعة
شهدت المملكة خلال اليومين الماضيين تضاعفا في أعداد الحالات الجديدة المؤكد إصابتها بفيروس كورونا المستجد، مقارنة بما تم تسجيله في الأيام السابقة، الأمر أثار قلقا لدى فئات واسعة من المواطنين وبث شكوكا في عدم قدرة البلاد على مكافحة انتشار الوباء، الأمر الذي يفنده أحد المختصين في المجال، في حوار له مع موقع اليوم 24، مؤكدا أن المغرب اتخذ مساره الصحيح في مواجهة الأزمة وأن سلوكات المواطنين تبقى أمرا حاسما لإنجاح هذا المسار بالتزامهم الإجراءات القانونية المعلنة وقواعد السلامة المنصوح بها.
وحسب بيانات وزارة الصحة، فقد سجلت الساعات الـ16 الماضية، 106 إصابة مؤكدة بالفيروس، كما أعلنت مساء أمس عن 281 حالة حالة جددة بظرف 24 ساعة وهو الرقم الذي لم يسبق تسجيله طوال شهر ونصف من عمر الأزمة التي انطلقت في الثاني من شهر مارس الماضي.
وبرأي البروفيسرو مولاي المصطفى الناجي، مدير مختبر الفيروسات بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، فإن ارتفاع نسبة التحاليل الإيجابية خلال الساعات الماضية لا يمكن فهمه بمعزل عن عن البؤر الوبائية التي تم اكتشافها مؤخرا في الوحدات الصناعية، بالإضافة إلى البؤر الأخرى الإجتماعية، فمن الطبيعي أن تظهر أغلب النتائج إصابة المشبه فيهم بالفيروس.
الناجي أكد في وار مع “اليوم 24″، أن نسبة المصابين ضمن هذه الوحدات الصناعية مرشحة للإرتفاع، لأن أعراض الفيروس قد تظهر خلال يومين وقد لاتظهر إلا بعد 20 يوما، ما يعني احتمال وجود حاملين للوباء وجب وضعهم في الحجر وعزلهم حتى لا ينقلوا المرض إلى عائلاتهم.
وبهذا الصدد، أكد الناجي أن الأرقام المسجلة مؤخرا ترجع إلى عدم التزام الأفراد بقواعد الحجر الصحي في البيوت، كما يتضح أن المصانع التي اكتشف فيها عدد كبير من الإصابات لا تلتزم بالإجراءات وقواعد السلامة المنصوح بها.
وبشكل عام يؤكد الناجي، أن مسار تدبير الأزمة في المغرب ماض إلى تحسن، لاسيما مع توسيع التحاليل لتشمل المخالطين للأشخاص الذين تأكدت إصابتهم بالوباء، وهي التحاليل التي يتم إجراءها بـ7 مختبرات جديدة بالمستشفيات الجامعية، بالإضافة إلى المستشفى العسكري بكلميم، فضلا عن مختبري باستور والمعهد الوطني للصحة والمستشفى العسكري بالرباط، بإجمالي 11 مختبرا على المستوى الوطني، حيث يؤكد الناجي أن تشغيل هذه الشبكة من المختبرات هي “خطوة جبارة” ستمكن من اكتشاف حالات أكبر وبالتالي تسريع وثيرة محاصرة الوباء، خصوصا مع وجود بنية استقبال كافية بالمستشفيات مع رفع عدد الأسرة المخصصة لمرضى كوفيد 19.
الناجي أكد أن تكاثر أعاد الماصبين الملاحظ خلال اليوميين الأخيرين هو أمر ظرفي، مرتبط بالبؤر الإجتماعية المذكورة، ولن يستمر كثيرا، بشرط التزام المواطنين بتدابير الحجر الصحي والإجراءات الوقائية، مؤكدا أن الحل باق بيد المواطن، بحرصه على ارتداء الكمامات والتزام التباعد الإجتماعي وعدم الإختلاط.
وأشار الناجي إلى أن المغرب لازال في المرحلة الثانية من المنحنى الوبائي والذي يتشكل من ثلاث مراحل، معربا عن أمله في التزام المواطنين بإجراءات الطوارئ الصحية المعلنة، للمساعدة بالمرور إلى المرحلة الثالة والآخيرة من هذا المنحنى للقضاء نهائيا على وجود الفيروس.
وذكر الناجي بأن المرحلة الأولى من المنحنى الوبائي، تتميز بسرعة انتشار الوباء، حيث بأن معدل انتقال العدوى Ro بين كل شخص ومخالطيه يعادل Ro=3، أي أن المصاب ينقل العدوى إلى 3 أشخاص، وهؤلاء ينقلونها إلى 9 أشخاص ثم تتوالى العملية بمتتالية هندسية.
وفي المرحلة الثانية يبدأ هذا المعدل Ro في التناقص إلى أن يبلغ نقطة انعراج، يدخل بعدها المرحلة الثالثة التي تشهد تناقصا في عدد الحالات المؤكد إصابتها يوميا إلى أن ينعدم تسجيل حالات جديدة.
وأشار الناجي إلى أن المغرب شهد تراجعا مستمرا في معدل انتقال العدوى Ro بدئا من 2.5 إلى 1.5 إلى أن بلغ اليوم 1.1 ما يعني أننا في مسار سليم للتغلب على الوباء ومن الممكن أن ندخل قريبا في المرحلة الثالثة، لكنه نبه في الوقت ذاته أن عدم اليقضة والإلتزام بإجراءات الطوارئ قد يرجعنا خطوات إلى الوراء وبحدة أكبر.
وعبر الناجي عن أسفه لسلوكات بعض المواطنين الذين يتظاهرون بالتزام التعليمات أمام السلطات فقط تجنبا للمتاعب القانونية، مثل ارتداء الكمامات بشكل مؤقت وغيرها، مؤكدا أن الواجب حماية النفس والغير، لأن أي شخص مشتبه فيه ولو لم تظهر عليه أي من الأعراض. (المصدر: اليوم 24)