أنا الخبر ـ الصحيفة
بعد عام ونيف على تسببها في تفاقم الأزمة الدبلوماسية غير المسبوقة بين المغرب من جهة والسعودية والإمارات من جهة أخرى، عادت قناة “العربية” لرشق الرباط بسهامها، وهذه المرة باستغلال الفيديو المثير للجدل الذي صورته سيدة في مدينة سطات، تزعم فيه إصابتها بفيروس كورونا وتعرضها للإهمال داخل الحجر الصحي، وهو الأمر الذي كذبته وزارة الصحة بشكل رسمي.
وعرضت القناة الموجود مقرها بدبي والممولة من طرف الرياض، الفيديو المذكور مرفوقا بعنوان “المغرب.. سيدة في الحجر الصحي تصرخ وتبكي جوعا”، فيما قالت مقدمة النشرة إن الفيديو “يُظهر امرأة مغربية مصابة بكورونا في الحجر الصحي بإحدى المستشفيات تبكي وتصرخ جوعا وتطلب من الأطباء الطعام والماء”.
وعرضت القناة الفيديو المذكور عدة مرات في نشراتها على مدار الساعة يوم أمس الأحد، وظلت تجزم بأن السيدة المعنية مصابة بكورونا، وذلك على الرغم من صدور بلاغ رسمي مساء أول أمس السبت من طرف المندوبية الإقليمية لوزارة الصحة بسطات، التي صور المقطع من داخل إحدى مرافقها الصحية، والذي نفى أن تكون السيدة مصابة بالمرض أو أنها تعرضت للتجويع.
ولم تقم القناة بنشر البلاغ الذي أوضح أن الأمر يتعلق بمُرتفقة “ولجت مصلحة مستعجلات حيث تم التكفل بها من طرف الطبيب المداوم، وبعد الفحص السريري وصف لها هذا الأخير بعض المهدئات بعدما تبين له أنها تعاني القلق وأن حالتها الصحية لا تستجيب للمعايير العلمية المعمول بها سريريا من أجل تحديد الاشتباه في إصابتها بفيروس كوفيد 19 من عدمه”.
وأوضحت الوثيقة ذاتها أن المعنية بالأمر “بدت عليها حالة التوتر والقلق نظرا لمخالطتها إحدى صديقاتها التي كانت ولجت المستشفى، والتي تم أخذ عينة منها من أجل تحليلها مخبريا للتأكد من إصابتها بالفيروس”، مضيفة أنها “ونظرا لشدة قلقها، لم تغادر مصلحة المستعجلات، وبعد إلحاحها تم الاحتفاظ بها بنفس المصلحة حيث تم وضعها في قاعة مخصصة للحالات المشكوك فيها، وهي قاعة لا علاقة لها بالقاعات المخصصة للعزل الخاصة بالحالات المؤكدة”، مشددة أيضا على أنها “استفادت من وجبة غذاء وجميع مستلزمات الحياة العادية”.
وكانت قناة “العربية” قد تسببت في إغضاب المغرب في فبراير من العام الماضي عندما عرضت تقريرا يُظهر خريطة تفصل الأقاليم الجنوبية للمملكة عن باقي التراب المغربي، متحدثة لأول مرة عن “الجمهورية العربية الصحراوية”، وهو ما أدى إلى سحب الرباط بشكل غير معلن رسميا، لسفيرها في الرياض ثم لسفيرها في أبو ظبي.