أنا الخبر ـ عبر
لازال الرأي العام يمدينة أكادير، بل على الصعيد الوطني ينتظر نتائج التحقيقات التي باشرتها فرقة الأبحاث القضائية التابعة للدرك الملكي بأكادير، في قضية ما بات يعرف بفضيحة المشروع السياحي “تغازوت باي”، بسبب الخروقات والإختلالات التي صاحبت هذا المشروع، والتي وقف عليها الملك محمد السادس خلال زيارته الأخيرة للمدينة.
وكان قائد قيادة أورير التابعة لعمالة أكادير اداوتنان، قد أمر بهدم مجموعة من الأبنية العشوائية بتاريخ 15 فبراير الجاري، بسبب عدم احترامها للتصاميم الحقيقية، من بينها 24 فيلا تابعة لشركة “Ste sud partners” فرع المجموعة الإقتصادية AKWA التي تملك عائلة وزير الفلاحة عزيز أخنوش أغلبية أسهمها، ما جعل هذا الأخير في موقف لا يحسد عليه، في وقت يسعى لتسويق صورة له ولحزبه للرأي العام على أنه هو البديل وهو المنقذ للمغاربة من المشاكل التي يعيشونها، لتأتي واقعة تغازوت باي وتفضح جشعه وطمعه.
ومعروف لدى غالبية المتتبعين للشأن المحلي والوطني، ان الوزير ورئيس حزب الأحرار عزيز أخنوش، سعى دائما لأن يكون المسيطر والأمر والناهي بجهة سوس باعتباره ابن منطقة تافراوت التابعة للنفوذ الترابي للجهة المذكورة، إذ أنه هو من دعم رئيس الجهة الحالي ابراهيم حافيظي وظل دائما يسانده ليبقى على رأس مجلس جهة سوس ماسة، حفاظا على مصالحه بها عامة وبمدينة أكادير خاصة، والتي لولا الزيارة الملكية الأخيرة لظلت تعيش التهميش والإقصاء من العديد من البرامج والمبادرات.
وتعتبر المجموعة الإقتصادية “أكوا” التابعة لعائلة الوزير السوسي عزيز أخنوش، أحد أكبر المجموعات الإقتصادية المستفيذة من أهم الفرص والتسهيلات ومن مناطق حيوية بمدينة أكادير، أهمها مارينا أكادير التي تمتد على مساحة ضخمة بكورنيش المدينة، و تعتبر أحد أفضل المناطق السياحية على صعيد جهة سوس ماسة، اضافة الى حصة الأسد التي نالتها الشركة التابعة لمجموعة أكوا والتي ذكرنا اسمها سلفا، من مشروع تغازوت باي وبأثمنة تفضيلية رخيصة، لتقام عليها فيلات ومباني فخمة سيتم تسويقها بمبالغ خيالية، لن تستفيذ منها مدينة أكادير شيئا، باستثناء الزيادة في حجم ثروة الوزير السوسي أخنوش.
فهل تطيح إذن التحقيقات التي باشرتها الأجهزة الأمنية على اختلافها باسم أخنوش وشركاته التابعة لمجموعته الإقتصادية؟ وهل تدفعه هذه الفضيحة لتقديم استقالته من العمل السياسي والعودة لممارسة أنشطته الإقتصادية بعيد عن استغلال مناصبه الوزارية والحزبية؟ أم أنه لازال متشبثا بأنه وحزبه هو المنقذ للمغاربة رغم تورطه في هذه الفضيحة؟ أسئلة كثيرة يبقى المستقبل هو الكفيل بالإجابة عنها، وسط انتظار وترقب من الرأي العام الذي يتابع تفاصيل كل صغيرة وكبيرة مرتبطة بهذا الملف الذي كان لجلالة الملك دورا في فضحه.