أنا الخبر ـ الأيام 24
جاء الإعلان المغربي الرسمي، الجمعة، عن دعم المملكة المغربية لدولة قطر واستعدادها لتقديم كافة الإمكانات والوسائل البشرية واللوجستيكية من أجل إنجاح تنظيم الحدث كأس العالم لكرة القدم سنة 2022، ليفتح باب التكهنات حول ردود الفعل الخليجية خاصة من الدول المقاطعة.
المبادرة المغربية تجاه قطر مباشرة بعد محاصرتها أو مقاطعتها في يونيو من سنة 2017 من جيرانها الخليجيين السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين بالإضافة إلى دولة مصر، والمتمثلة في إرسال طائرة محملة بالمواد الغذائية، تسببت للمملكة في أزمة دبلوماسية حاصرتها القنوات الرسمية في الكواليس لكن انعكاسها كان واضحا على الإعلام الموالي للسعودية والإمارات حيث كانت قضية الصحراء المغربية ورقة للضغط والاستفزاز.
ولا يمكن نكران السبب الرئيس فيما تعرض له المغرب من الدول المقاطعة لدولة قطر، وهو البلاغ الشهير الذي أعلنت المملكة من خلاله عن التزامها “الحياد البناء” ونأت بنفسها عن حسابات الجيران.
لكن البلاغ الصادر من وزارة الداخلية، الجمعة، الذي صدر في وقت لا يزال فيه الحصار أو المقاطعة مستمرة وبعد أن كانت هذه الدول تضغط بقوة وفق تقارير إعلامية أجنبية لأجل ترويج صورة “قطر العاجزة” عن تنظيم المونديال وتحمّل ضغط الأعداد الغفيرة من الجماهير الزائرة، يمكن اعتباره (البلاغ) بمثابة موقف مناصر لقدرة قطر على التنظيم.
وورد في البلاغ أنه ” تجسيدا للعلاقات الإستراتيجية والمتميزة التي تربط المملكة المغربية ودولة قطر بفضل الأواصر القوية التي تجمع الملك محمد السادس، بأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، تم عقد عدة لقاءات عمل جمعت وزير الداخلية والجنرال دو كوردارمي قائد الدرك الملكي، والمدير العام للأمن الوطني والمدير العام لمراقبة التراب الوطني بوفد رفيع المستوى من دولة قطر.”
وجاء فيه أيضا أنه “تأكيدا على عمق الأواصر المتينة والعلاقات الإستراتيجية التي تجمع البلدين والشعبين الشقيقين تحت قيادة الملك محمد السادس، والشيخ تميم بن حمد آل ثاني، تم التعبير عن استعداد المملكة لوضع التجربة التي راكمتها قطاعاتها الأمنية، من مصالح الأمن الوطني والدرك الملكي، في مجال تدبير وتأمين التظاهرات الرياضية الدولية الكبرى، رهن إشارة الأشقاء في دولة قطر، وذلك وفق نظرة شمولية مشتركة ترمي إلى تظافر الجهود وتقاسم الخبرات وتوطيد التعاون الأمني بين البلدين.”
وخلص بلاغ وزارة الداخلية إلى أنه قد “تم تجديد دعم المملكة المغربية لدولة قطر الشقيقة والتأكيد على استعدادها لتقديم كافة الإمكانات والوسائل البشرية واللوجستيكية من أجل إنجاح تنظيم الحدث الكروي البارز لبطولة كأس العالم لكرة القدم سنة 2022 .”
وكان موقع “لوموند أفريك” قد تحدث عما وصفه بالهوس السعودي تجاه مونديال قطر، وكشف أن ولي العهد محمد بن سلمان رصد مئات الملايين من الدولارات لأجل عدد من اللوبيات بحثا عن دعم من دول كبرى ومن شخصيات نافذة داخل الاتحاد الدولي لكرة القدم، لأجل ممارسة ضغوط على قطر وإجبارها على مشاركة بقية دول الخليج في تنظيم كأس العالم في سنة 2022.
ورأى “لوموند أفريك” أن الدافع وراء تحركات ابن سلمان هو الحؤول دون حصول قطر على صيت عالمي وصورة دولية حسنة بفضل تنظيمها لهذه المسابقة العالمية.
الجدير بالذكر أيضا أن الموقف المغربي تجاه أزمة الخليج كلّفها حملة معادية قادها تركي آل الشيخ، الذي صرف الأموال وعقد الاجتماعات وحرّض ضد الملف المغربي الذي كان مرشحا لاستضافة مونديال 2026، دون أن تلتزم السعودية الحياد بل جاهر آل الشيخ الذي كان على رأس مؤسستها الرياضية بموقفه أمام الجميع ووقف في صف الملف الأمريكي.
وعقب خسارة المغرب سباق المونديال أمام الملف الأمريكي، تلقى الملك محمد السادس اتصالا من أمير قطر أعرب من خلاله عن دعم بلاده الكامل للمغرب في حال تقدمت المملكة بترشيحها لتنظيم مونديال 2030.
محاولات الجانب القطري ونظرائه من الدول المقاطعة قد تستمر لفترة طويلة لأجل استقطاب المملكة المغربية وضمان وقوفها في واحد من الصفّين لا التزام الحياد، وقد يكون للمساعدة الأمنية التي ستحصل عليها قطر من المغرب لتنظيم مونديال 2022 ردود فعل سلبية من بعض دول الخليج.