أنا الخبر ـ الصباح
لم تكن ثلاث مغربيات قصدن أبو ظبي، عاصمة الإمارات العربية المتحدة، من أجل جني المال، يعتقدن أن مستقبلهن سينتهي وراء قضبان سجن العاصمة الإماراتية، الذي يضم نحو 40 سجينا وسجينة من جنسية مغربية.
وكشف مصدر مغربي مقيم في أبوظبي لـ “الصباح”، أن القضاء الإماراتي أدان، أخيرا، ثلاث شابات مغربيات، بسبب متاجرتهن في “القرقوبي”، وهو ما يعد جناية خطيرة بدولة الإمارات.
وقال المصدر نفسه، إن مغربيات معتقلات بتهم مفبركة من قبل عصابات “مافيوزية” تتاجر في البشر، قامت، في البداية، باستقدامهن من المغرب للعمل في بعض المدن الإماراتية، قبل أن يكتشفن أنهن كن ضحايا عمليات نصب واحتيال بعقود وهمية مزيفة، مقابل مبالغ مالية كبيرة.
ويأتي الحكم بالمؤبد على المغربيات الثلاث، شهورا قليلة، بعد الحكم على مغربية من قبل القضاء نفسه بالإعدام، وهي المغربية التي انتشرت قصتها الإجرامية عالميا، والمتهمة بالتورط في قتل عشيقها، ثم ذبحه وطبخ أعضائه وتقديمها وجبة “مجبوس” لعمال يعيشون قرب منزلها بإمارة العين.
وإذا كانت بعض المغربيات يرسمن صورة قبيحة عن المغرب، من خلال سلوكات غير مقبولة، وتضر بسمعة بلادنا، فإن أخريات استطعن أن يمسحن تلك الصورة، من خلال ما يتسلحن به من كفاءات عليا، تنافس الكفاءات الغربية، من أمريكيين وفرنسيين، وليس فقط الكفاءات الإماراتية، فهن منتشرات في قطاعات متنوعة، شأنهن شأن الرجال، الذين يشغلون مناصب مديري شركات، ويمتلكون فنادق، ويستثمرون في البورصة، ومنهم مستشارون في المال والأعمال، هذا بالإضافة إلى قطاعات الإعلام والسياحة، إذ أن أغلى أجر يحصل عليه مغربي يصل إلى 40 مليون سنتيم، وفق إفادات مصدر مطلع في سفارة المغرب بأبوظبي.
وتعمل الأطر المغربية في صمت، بعيدا عن ضجيج الإعلام، الذي لا يهتم سوى بالظواهر الشاذة التي تسيء أحيانا إلى سمعة بلد بأكمله.
وحدد محمد أيت وعلي، سفير المغرب في الإمارات العربية المتحدة، عدد مغاربة الإمارات في حدود 70 ألف مغربي، ضمنهم 10 آلاف يحملون جنسيات أخرى، ضمنها الأمريكية والفرنسية والإماراتية، خصوصا المغربيات اللواتي تزوجن بإماراتيين.
ووصف مصدر في سفارة المغرب بأبوظبي العلاقات بين البلدين بـ “الجيدة جيدا”، وأن ما أصابها، أخيرا، مجرد “نزلة برد”، وأنها أكبر من تعيين أو سحب سفير. ومازالت سفارة الإمارات العربية المتحدة بالرباط، بدون سفير، منذ أن غادر علي سالم الكعبي أسوار سفارة بلده بالرباط. وشهدت الشهور الماضية توترات بين البلدين، تزداد وتخفت حدتها بين الحين والآخر، حسب المعطيات، ونجح الطرفان في السيطرة على التصدعات التي حصلت بسرعة، نتيجة الخلاف حول السياسة الخارجية للبلدين.