أنا الخبر ـ آشكاين
منذ لقاء إيطاليا، الذي قال فيه إنه سيعيد تربية المغاربة، لم يجرؤ عزيز أخنوش على مُعاودة الظهور أمام أتباعه من أفراد الجالية، فقد مر لقاء حزبه في برشلونة (4 يناير) صامتا، رغم أهميته بالنسبة للتجمعيين مقارنة مع لقاء ميلانو الذي نقله عبر “اللايف”.
إذ في برشلونة اجتمع لأول مرة منسقو “التجمع” عبر العالم (فرنسا وإسبانيا وألمانيا وإيطاليا وهولندا ومالطا وبلجيكا وإفريقيا)، وبالتالي كان الوزير أمام فرصة أخرى لمواصلة حملته الانتخابية السابقة لأوانها، خصوصا أن منسقيه بحثوا عن الإجراءات التي يمكن للحزب الاعتماد عليها بالخارج، وناقشوا كيف السبيل لتوسيع دائرة المنخرطين واستقطاب مغاربة العالم… وهذه أهداف تفرض على أخنوش الجلوس لمعرفة هل حزبه قادر على تحقيقها بعد الضربة القوية التي صفع بها نفسه حين تحدث عن إعادة التربية، وأيضا كان اللقاء مناسبة للاجتماع بمنسقيه في اجتماعهم الأول خصوصا وأنه يراهن على استقطاب أصوات عائلاتهم المقيمة بالمغرب، بدل الدفاع عن حق ترشح وانتخاب أفراد الجالية انطلاقا من بلدان إقامتهم بالخارج.
وبالتالي يحق السؤال إن كان أخنوش أراد أن ينجو بنفسه من زلة أخرى بمثابة رصاصة الرحمة؟
يجمع كثيرون على أن الوزير تفادى أن يُسقطه لسانه وعجرفته في مستنقع آخر يوسع الهوة بينه وبين المغاربة، بعدما فضّل الإعلان عن أنه في قلعة السراغنة لتدشين مهرجان ربيع تاملالت في نفس اليوم (4 يناير)، كما لو أن المهرجان شغله عن حضور لقاء برشلونة، والحالُ أن تنقله من دولة إلى أخرى أشبه بالتجول في شوارع مدينة، بفضل طائراته الخاصة التي تجوب به دول العالم للدعاية لحزبه، بالعملة الصعبة، وهذا موضوع آخر.
ومن هنا يتبين، بحسب عديدين، أن المغاربة، أو لنقل جزءا كبيرا منهم، أعادوا تربية أخنوش، وخلخلوا مفاهيمه في أبجديات التواصل وجعلوه أكثر حذرا من ذي قبل ولسان حاله يقول “ميلانو والتوبة”، بعدما دفعوه إلى عدم مُعاودة الظهور من جديد أمام مغاربة العالم ليتباهى علنا بأنه البديل والمخول له إعطاء الدروس، لأنه لم يكن يتوقع أن يجر عليه استفزازه للمغاربة الويلات حتى “طلب السلة بلا عنب”.