أنا الخبر ـ متابعة
قال عبد الإله الخضري رئيس المركز المغربي لحقوق الإنسان، إن ظاهرة قلة الرجال في بعض القرى النائية في غالبيتها موسمية وليست دائمة.
و أوضح الخضري أن بعض الرجال يهاجرون منطقة عيشهم إلى المدن بحثا عن العمل في فصلي الخريف والشتاء، حيث تقل فرص العمل بمناطق عيشهم، كما تعرف عزلة شبه تامة بسبب الأمطار الغزيرة، وانعدام البنى الطرقية.
وأشار إلى أنها دواوير صغيرة بها سكان يعيشون متباعدين فيما بينهم نسبيا، خاصة على مستوى أحزمة جبال الأطلس المتوسط المترامية الأطراف، وأنه يمكن تعدادها بعشرات القرى ومئات الأفراد في كل قرية، إلا أنه لا توجد إحصائية دقيقة حول هؤلاء السكان من أي جهة رسمية.
ويوضح الخضري أن السبب الأساسي في هذا الوضع هو انعدام التنمية في هذه المناطق، وأن كل البرامج التي تقدمها السلطات العمومية في إطار برامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية أغلبها “برامج هزيلة” أو “عديمة الأثر” وتنطوي على أهداف تكريس الولاء السياسي وإشاعة ثقافة المخزن لا أقل ولا أكثر، بحسب قوله.
وشدد على أن في تلك القرى ضحية تقاليد متخلفة تصادر حقها في الكرامة والعيش الكريم، حيث تحرم من الذهب إلى المدرسة، وتجبر على الزواج وهي قاصر، كما تتحمل عبئ ومسؤولية أسرة وهي لا تتحمل تلك الأعباء.
وتابع أن قبول الأجيال السابقة بهذا الوضع لا يعني قبول الأجيال الصاعدة بهذا التهميش والإقصاء من الحضارة البشرية، حسب وصفه، وأن أبرز هذه القرى هي قرية “تيقليت” التابعة لجماعة أم الربيع دائرة مريرت إقليم خنيفرة.
في وقت سابق كشف عزيز بالبيضة، المكلف بقسم التجهيزات، في عمالة مدينة ميدلت، أن تهيئة الطريق غير المعبدة، الرابطة بين الطريق الوطنية رقم 13، ودوار إنمل، من خلال تهيئة 8 كيلومترات، وفتح 18 كيلومترا جديدا، كلف ما مجموعه 106 مليون سنتيم، بحسب “هيسبريس”.
سكان إينمل يقدرون بـنحو 1000 نسمة، ويقطعون نحو 26 كيلومترا، للوصول للطريق الوطنية، وهو مسافات متقاربة بالنسبة للأماكن الأخرى التي تسعى الحكومة لإصلاح طرقها وتقديم المشروعات هناك.
قالت حليمة بناوي عضو فيدرالية رابطة المرأة في المغرب، إن القرى التي يتركها الرجال للعمل في المدن او الأماكن المتاح بها فرص العمل يعمل نسائها في الفلاحة ويربين الأطفال.
وخلال حديثها لـ”سبوتنيك”، أوضحت أن بعض القرى يذهب نسائها للعمل في حقول بمناطق أخرى، وبعضها أيضا إلى خارج المغرب كعاملات الفراولة.
وشددت على أن القرى التي يذهب رجالها ويتركون أطفالها ونسائها ليست بالكثيرة، إلا أن الأزمة لازالت مستمرة حتى اليوم، وأن بعض هذه القرى يقمن نسائها بنحت غرف المعيشة في الجبال.