أنا الخبر ـ متابعة
حير تدفق سحاقيات مغربيات، في الآونة الأخيرة، على سبتة ومليلية، السلطات الإسبانية التي استقبلت العشرات من طالبات اللجوء الجنسي بدعوى “اضطهادهن والاعتداء عليهن”.
وقال ناشط جمعوي في سبتة المحتلة لـ “الصباح” إن السلطات الإسبانية لجأت إلى التحري عن ادعاءات السحاقيات، علما أن عدد المثليين في المدينتين المحتلتين يقدر بالمئات، في حين طالبت جمعيات تهتم بقضايا المهاجرين بحمايتهن ودراسة ملفاتهن التي تتضمن شهادات وصور تجمعهن مع صديقاتهن في علاقات حميمية، حسب قوله.
وعينت السلطات الإسبانية “مرافقات اجتماعيات” لدراسة كل حالات السحاقيات، والوقوف على الأسباب التي دفعتهن إلى تقديم طلبات اللجوء الجنسي، خاصة أن عدد الملفات يفوق الطاقة الإيوائية لمراكز الاستقبال التي تشكل جحيما للمثليين، ودفعت بعضهم إلى الهروب منها والاستقرار في الشوارع، في انتظار فرصة الهجرة، مرة أخرى، إلى دول أوربية.
وأوضح المصدر نفسه أن ملف السحاقيات طرح في اجتماعات عدة جمعيات وفي لقاءات لأعضاء الحزب الاشتراكي الإسباني، وحثت السلطات على توفير الحماية الأمنية لهن، في انتظار الرد على طلبات اللجوء، وهي المدة التي تتراوح بين ستة أشهر وسنة، خاصة أنهن يعشن وسط المهاجرين السريين ويتعرضن لمختلف أنواع الاعتداءات.
وحسب المتحدث ذاته، فإن أغلب السحاقيات شابات، ونسبة مهمة منهن تتراوح أعمارهم بين 15 سنة و20، ما دفع السلطات إلى تعيين لجان مهمتها إجراء إحصاء دقيق لهن، وحمايتهن من الاعتداءات التي أصبح يتعرض لها المثليون في المدينتين المحتلتين، ووصل عددها منذ بداية السنة الجارية إلى 300 حالة، وهو رقم يرتفع شهريا.
كما عمدت سلطات سبتة ومليلية إلى الاستعانة بقاعدة بيانات دقيقة، والتحري عن سوابقهن العدلية، قبل منحهن اللجوء الجنسي، إضافة إلى إنجاز تقارير حول محيطهن للتأكد مما ورد في طلباتهن، علما أنها تستعين بجمعويين إسبان تحدثوا عن أحد أسباب تدفقهن على المدينتين، بإيعاز من جمعيات تستقر في أوربا تحثهن على “الحريك”، وتعدهن بالدفاع عنهن في طلب “اللجوء الجنسي”، ولو أدى ذلك إلى التوجه إلى المحكمة الأوربية لحقوق الإنسان بستراسبورغ، التي أصدرت قرارا ، يمكن المثليين الذين يشعرون بـ “الاضطهاد” في بلدهم من طلب “اللجوء الجنسي” في إحدى دول الاتحاد، بعد الإدلاء بملف يتضمن الاعتداءات والمضايقات التي يتعرضون لها، أو اعتقالهم، كما ينص على ذلك الفصل 489 من القانون الجنائي.
تجدر الإشارة إلى أن عدد المثليين المغاربة طالبي اللجوء الجنسي بإسبانيا ارتفع، خلال السنوات الأخيرة، وأغلبهم يعاني ظروفا قاسية بمراكز الاستقبال، ومنهم من يفضل الهجرة إلى فرنسا لوجود عشرات الجمعيات التي تدعي دفاعها عنهم، ومنحهم الإرشادات القانونية.