في حادث نادر أربك الحياة اليومية وألحق أضرارًا اقتصادية جسيمة، تسبب انقطاع واسع النطاق للتيار الكهربائي في معظم أنحاء إسبانيا بخسائر تُقدَّر مبدئيًا بنحو مليار يورو، وفق ما أفادت به صحيفة إلباييس الإسبانية نقلاً عن بيانات وتحليلات أولية.
الانقطاع، الذي وقع بعد منتصف يوم العمل، امتد تأثيره إلى دول مجاورة مثل البرتغال وفرنسا وأندورا، وأدى إلى توقف شبه كلي في قطاعات النقل والطاقة والاتصالات.
خسائر اقتصادية ضخمة بإسبانيا… لكن أقل من الحد الأقصى
أشارت إلباييس إلى أنه في حال توقف النشاط الاقتصادي في إسبانيا ليوم كامل، فإن الخسائر قد تصل إلى نحو 4.5 مليار يورو، وهو ما يعادل متوسط الناتج المحلي الإجمالي اليومي للبلاد. إلا أن الانقطاع، الذي استمر بضع ساعات فقط بعد منتصف يوم العمل، خفّف من حدة التأثير، مما يُرجّح أن لا تتجاوز الخسائر سقف المليار يورو.
خبير اقتصادي: الأضرار متفاوتة بين القطاعات
وفي تحليل أوردته الصحيفة، قال مانويل هيدالغو، أستاذ الاقتصاد في جامعة إشبيلية، إن بعض القطاعات تأثرت بشكل مباشر وتوقفت كليًا، بينما قد تتمكن أخرى من تعويض الخسائر لاحقًا. وأضاف:
“التكاليف النهائية يُتوقَّع أن تكون منخفضة نسبيًا مقارنة بالسيناريو الأسوأ، ومن غير المرجح أن تتجاوز مليار يورو.”
الشبكة الكهربائية تستعيد السيطرة تدريجيًا
أعلنت شركة “ريد إيليكتريكا” المشغلة للشبكة الكهربائية الوطنية، صباح الثلاثاء، أن التيار الكهربائي عاد إلى طبيعته تدريجيًا بعد عمليات تدخل مكثفة من الفرق الفنية استمرت لساعات. وأكدت الشركة أن العمل جارٍ لضمان استقرار الشبكة ومنع تكرار مثل هذه الحوادث.
متى وأين وقع الانقطاع؟
وقع الانقطاع المفاجئ يوم الإثنين عند الساعة 12:30 ظهرًا بالتوقيت المحلي، وشمل مناطق واسعة من إسبانيا إلى جانب أجزاء من البرتغال، فرنسا، وأندورا. وأوضحت “ريد إيليكتريكا” أن عملية استعادة الخدمة تطلبت ما يصل إلى عشر ساعات من العمل المتواصل.
شلل في النقل العام وطوابير أمام المتاجر
تسبب الانقطاع في توقّف كامل لحركة القطارات في أنحاء البلاد، وأدى إلى تعطل إشارات المرور في المدن الكبرى، مما خلق حالة من الفوضى المرورية وطوابير طويلة أمام المتاجر ومحطات الوقود. كما تدخلت فرق الطوارئ لإخراج عدد من المواطنين العالقين في المصاعد الكهربائية.
إغلاق احترازي للمحطات النووية
وفي خطوة احترازية، أعلنت السلطات عن إيقاف جميع المحطات النووية بطريقة آمنة، تفاديًا لأي مخاطر ناتجة عن الانقطاع. وتتم حالياً مراجعة الأنظمة وتقييم الأضرار المحتملة ضمن إطار خطة الطوارئ الوطنية.
هل وراء الانقطاع هجوم سيبراني؟
ردًا على التساؤلات المتزايدة حول إمكانية أن يكون الحادث ناتجًا عن هجوم إلكتروني منظم، أكد رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا أنه “لا توجد أدلة حتى الآن تشير إلى وجود هجوم سيبراني وراء هذا الانقطاع”. وشدد على أن التحقيقات لا تزال جارية، مع متابعة دقيقة من الجهات الأمنية والفنية المختصة.
التعاليق (0)