انخفاض جديد في أسعار النفط وسط مخاوف من تراجع الطلب العالمي في التفاصيل، شهدت أسعار النفط الخام انخفاضًا ملحوظًا خلال تعاملات الأسواق الآسيوية المبكرة صباح اليوم الثلاثاء 29 أبريل، وذلك في ظل تزايد المخاوف والقلق بشأن تباطؤ محتمل في وتيرة نمو الطلب العالمي على الخام الأسود. ويعزى هذا التراجع بشكل أساسي إلى استمرار حالة التوتر والحرب التجارية القائمة بين الولايات المتحدة والصين، اللتين تعتبران أكبر اقتصادين في العالم وأكثر الدول استهلاكًا للنفط.
أسعار النفط اليوم
وفي تفاصيل التداولات، سجلت العقود الآجلة لخام برنت القياسي انخفاضًا بقيمة 25 سنتًا، وهو ما يعادل نسبة 0.4%، لتستقر عند مستوى 65.61 دولارًا للبرميل بحلول الساعة 00:24 بتوقيت غرينتش. وعلى نفس المنوال، هبطت عقود خام غرب تكساس الوسيط الأميركي بمقدار 18 سنتًا، أو بنسبة 0.3%، لتصل إلى 61.87 دولارًا للبرميل.
ويجدر بالذكر أن كلا الخامين القياسيين كانا قد شهدا انخفاضًا بأكثر من دولار واحد للبرميل خلال جلسة التداول التي سبقت يوم الاثنين، وسط تصاعد حالة القلق وعدم اليقين بشأن مستقبل الطلب العالمي على الطاقة.
وفي سياق متصل، كشف استطلاع للرأي أجرته وكالة الأنباء العالمية “رويترز” أن غالبية خبراء الاقتصاد المشاركين يرون أن الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب في إطار مساعيه لإعادة هيكلة التجارة العالمية قد تزيد بشكل كبير من احتمالات انزلاق الاقتصاد العالمي إلى حالة من الركود خلال العام الجاري.
وعلى الرغم من أن منطقة الخليج العربي بدت أقل تأثرًا بهذه الإجراءات التجارية، فقد أرجع صندوق النقد الدولي هذا الأمر إلى استثناء صادرات النفط من الرسوم الجمركية، وهو ما ساهم في التخفيف من حدة التأثير السلبي على اقتصادات دول المنطقة.
وردًا على الإجراءات الحمائية الأميركية، قامت الصين بدورها بفرض رسوم جمركية على عدد من الواردات الأميركية، مما أدى إلى تصعيد حدة الحرب التجارية بين البلدين. وقد دفعت هذه التطورات العديد من المحللين والمتخصصين إلى خفض توقعاتهم الخاصة بمعدلات الطلب العالمي على النفط خلال الفترة القادمة.
وفي خطوة لافتة تعكس المخاوف المتزايدة، قام بنك باركليز بتخفيض توقعاته لسعر خام برنت في عام 2025 بمقدار أربعة دولارات، لتستقر عند مستوى 70 دولارًا للبرميل. وأشار البنك إلى أن تصاعد التوترات التجارية والتغيرات في سياسة الإنتاج لدى تحالف “أوبك+” يعتبران من العوامل الأساسية التي تقف وراء توقعاته بوجود فائض في المعروض النفطي العالمي قد يصل إلى مليون برميل يوميًا خلال هذا العام.
وفي سياق ذي صلة، كشفت مصادر مطلعة لوكالة “رويترز” أن عددًا من الأعضاء البارزين في تحالف “أوبك+” – الذي يضم منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاءها من خارج المنظمة – يعتزمون اقتراح زيادة إضافية في مستويات الإنتاج خلال شهر يونيو المقبل، لتكون هذه الزيادة هي الثانية على التوالي.
وفي هذا الإطار، صرح محلل أسواق الطاقة الشهير فيليب فيرليجر بأن “احتمال انخفاض أسعار النفط بشكل كبير يظل قائمًا بقوة في حال مضت الدول المصدرة قدمًا في خططها لتعزيز وزيادة إنتاجها من الخام”.
وعلى صعيد الولايات المتحدة، تشير التقديرات الأولية المستندة إلى استطلاع أجرته وكالة “رويترز” لآراء عدد من المحللين إلى أنه من المتوقع أن تكون مخزونات النفط الخام في البلاد قد ارتفعت بنحو 500 ألف برميل خلال الأسبوع المنتهي في الخامس عشر من شهر أبريل الجاري. ومن المقرر أن يقوم معهد البترول الأميركي بإصدار تقريره التقديري حول مخزونات النفط في وقت لاحق من مساء اليوم الثلاثاء، بينما ستقوم إدارة معلومات الطاقة الأميركية بالإعلان عن الأرقام الرسمية والمفصلة يوم غد الأربعاء.
التعاليق (0)