سقطت قناة “الجزيرة” القطرية في فخ تناقض مهني جديد، بعدما نشرت تقارير تدعي أن ميناء طنجة المتوسط استقبل سفينة محملة بمعدات عسكرية موجهة لإسرائيل، قبل أن تعود لاحقاً لتنشر نفيًا رسميًا من شركة الشحن العالمية “MAERSK”، يؤكد أن المعطيات المتداولة “عارية من الصحة”.
هذا التراجع الفج يطرح علامات استفهام حول خلفية القناة وأجندتها، خاصة في استهداف منشآت حيوية مغربية على غرار ميناء طنجة المتوسط، الذي يُعد من بين أكثر الموانئ تنافسية في إفريقيا وحوض المتوسط.
المثير في الأمر أن “الجزيرة”، التي ما فتئت تقدم نفسها كصوت للوجدان العربي، تحولت إلى منصة تُعيد تدوير الإشاعات وتشرعن التحريض، متجاهلة الدور المغربي الثابت في دعم القضية الفلسطينية، ومقحمة مؤسساته في اتهامات دون سند أو دليل.
ويرى متابعون أن هذا النوع من التغطية المنحازة يخدم أطرافًا ذات مصالح إيديولوجية، تتبنى خطابًا مشوشًا يستغل مأساة الفلسطينيين لتصفية حسابات سياسية مع دول لا تساير نهجها.
كما أعاد كثيرون التذكير بتصريحات موثقة لحمد بن جاسم آل ثاني، رئيس وزراء قطر الأسبق، الذي كشف في 2022 عن تمويل مباشر لبعض الصحفيين والمنابر لتوجيه الخطاب الإعلامي وفق أجندات معينة.
الانتقادات الموجهة لـ”الجزيرة” تعززها مواقف القناة الأخيرة، التي تجاهلت مظاهرات المغاربة المناصرة لغزة، وفضّلت التركيز على روايات مشكوك في صحتها، ما اعتُبر استخفافًا بموقف شعبي متضامن بصدق مع الشعب الفلسطيني.
ويرى مراقبون أن الحملة الإعلامية ضد المغرب، وعلى رأسها استهداف ميناء طنجة المتوسط، ليست سوى حلقة من سلسلة محاولات بائسة لضرب سمعة المملكة ومكانتها الإقليمية، وهو ما لن يؤثر، بحسبهم، على صلابة الدولة المغربية ولا على وعي مواطنيها.
التعاليق (0)