النوم ليس مجرد راحة جسدية، لكنه عملية بيولوجية معقدة يديرها نظام دقيق جداً ربنا سبحانه وتعالى زرعه في أجسامنا. ومن أبرز العناصر التي تنظم نومنا هو “هرمون الميلاتونين”، المعروف بهرمون النوم.
الميلاتونين: المنبّه الطبيعي للنوم
مع بداية الليل وغياب الضوء، يبدأ المخ في إفراز “الميلاتونين” تلقائياً، وهو المسؤول عن إحساسنا بالنعاس والهدوء. إفراز هذا الهرمون بيتوقف تلقائياً مع أول ضوء، سواء كان ضوء الفجر، أو أشعة الشمس، أو حتى الضوء الصناعي كضوء الهاتف أو شاشة الكمبيوتر، يعني ببساطة أن جسمك مبرمج على النوم ليلا والاستيقاظ مع النهار وليس حسب جدولك أو مزاجك.

النوم بعد الفجر ليس هو النوم قبل الفجر
الكثير من الناس تظن أنها لو نامت بعد الفجر “تعويضاً” عن الليل في حالة السهر هو أمر كاف. لكن الحقيقة أن الجسم لا يشتغل بهذه الكيفية، لأن هرمون “الميلاتونين” يختفي مع أول ضوء، لأن جسمك لا يفرز الهرمون الطبيعي للنوم وبالتالي الاسترخاء يكون أخف وأقل عمقاً، والجسم لا يستطيع الدخول في المراحل العميقة المهمة لإصلاح الخلايا وتجديد الطاقة.
وأهم عمليات الترميم الداخلي للجسم وتحسين جهاز المناعة وتنظيم الهرمونات تحصل قبل الفجر.
ربنا خلق جسمك بنظام… حافظ عليه

ربنا خلق الليل للنوم والنهار للعمل، والنظام البيولوجي الداخلي في الجسم متوافق تماماً مع هذا التوقيت الطبيعي. تجاهل هذا النظام يستبب في مشاكل كثيرة:
- زيادة التوتر والإجهاد
- خلل في الهرمونات
- ضعف جهاز المناعة
- تأثير سلبي على الذاكرة والتركيز
- اضطراب في الشهية وزيادة الوزن
نصائح لنوم صحي ومتوازن:
- نام قبل الساعة 11 مساءً، وحاول تخلي وقت نومك ثابت كل يوم.
- قلل استخدام الشاشات بعد المغرب، خصوصاً الموبايل واللابتوب، لأنها تأثر على إفراز الميلاتونين.
- استخدم إضاءة خافتة في البيت بعد العشاء لتساعد جسمك على الاسترخاء.
- اتجنب المنبهات بعد العصر كالقهوة والشاي.
- مارس روتين مهدّئ قبل النوم كشرب مشروب دافئ، أو التنفس العميق.