إلغاء عيد الأضحى 2025.. الذاكرة تعود لـ3 قرارات سابقة في التفاصيل، في خطوة استثنائية، وجه الملك محمد السادس نداءً إلى المغاربة، مساء الأربعاء 26، دعاهم فيه إلى عدم إقامة شعيرة عيد الأضحى هذا العام، وذلك بسبب التراجع الحاد في أعداد الماشية وما يترتب عليه من تداعيات اجتماعية واقتصادية. وقد تلى وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أحمد التوفيق، رسالة أمير المؤمنين التي لاقت ترحيباً واسعاً من المواطنين.
هذا القرار أعاد إلى الأذهان ثلاث مناسبات سابقة شهدها المغرب في عهد الملك الراحل الحسن الثاني، حين تم إلغاء شعيرة الأضحى لأسباب مماثلة. ففي عام 1963، قرر الملك الحسن الثاني إلغاء الشعيرة لأول مرة، وسط أزمة اقتصادية خانقة تفاقمت بسبب “حرب الرمال” مع الجزائر، مما جعل الحفاظ على الثروة الحيوانية أولوية وطنية.
وفي سنة 1981، عاد المغرب لإلغاء الأضاحي مجدداً بسبب موجة جفاف قاسية أثرت على القطاع الفلاحي، دفع الملك الراحل إلى اتخاذ هذا القرار حفاظاً على الموارد. أما المرة الثالثة فكانت في 1996، حين أعلن الحسن الثاني إلغاء الشعيرة بسبب أزمة جفاف أخرى، بلغت ذروتها في 1995. وفي خطاب نيابة عنه، أوضح الوزير الراحل عبد الكبير العلوي المدغري أن “الجفاف المتواصل يجعل ذبح الأضحية، وهي سنة مؤكدة، قد يتسبب في ضرر محقق في ظل هذه الظروف”.
ويعكس قرار 2025 استمرارية هذا النهج في مواجهة التحديات الاقتصادية والبيئية، حيث رأى المغاربة فيه حكمة تهدف إلى حماية اقتصادهم وثروتهم الحيوانية، مستحضرين تجارب الماضي التي أثبتت نجاعتها.