بعد تحذيرات التسونامي.. بتركيا التقلبات التكتونية تهدد الدول المغاربية وفي التفاصيل،

تشهد دول المغرب الكبير حالة من القلق المتزايد بسبب النشاط الزلزالي المتسارع في البحر الأبيض المتوسط، وهو ما دفع تركيا إلى الإعلان عن خطة طوارئ استراتيجية، بينما قررت اليونان تمديد إغلاق المدارس كإجراء احترازي على إثر الهزات الأرضية المتكررة في المنطقة.

ففي المغرب، سجل يوم الاثنين الماضي زلزال بلغت قوته 5.2 درجات على مقياس ريختر، بينما تعرضت منطقة المكناسي بمحافظة سيدي بوزيد التونسية لهزتين أرضيتين في الأيام التي تلت، إحداهما وصلت قوتها إلى 4.6 درجات. هذه الزلازل أعادت إلى الواجهة تساؤلات حول علاقة هذه الاضطرابات التكتونية بالحركية الجيولوجية في البحر الأبيض المتوسط.

وفي حديثه لموقع “الحرة”، أشار محمد العياري، رئيس الجمعية التونسية للإعلام الجغرافي الرقمي، إلى أن منطقة المغرب الكبير تعد جزءًا من نطاق جيولوجي نشط نتيجة تفاعل الصفائح التكتونية الرئيسية. وقال العياري: “تصادم الصفيحة الإفريقية بالصفيحة الأوراسية، التي تتحرك بمعدل 4 إلى 5 ملم سنويًا، هو العامل الرئيسي وراء تكوين سلسلة جبال الأطلس الممتدة من المغرب إلى تونس.”

وأوضح العياري أن الفوالق النشطة، خاصة في المغرب والجزائر، تسببت في زلازل مدمرة، فيما كانت تونس وليبيا أقل تأثرًا. وأضاف أن النشاط الزلزالي في البحر الأبيض المتوسط قد يؤدي إلى تغيرات جيولوجية تتضمن تشوهات في القشرة الأرضية، انهيارات، تشققات كبرى، بالإضافة إلى تأثيره على الموارد المائية الجوفية.

من جهة أخرى، شهد بحر إيجه في مطلع فبراير الماضي سلسلة من الهزات الأرضية قرب جزيرة سانتوريني اليونانية، ما دفع السلطات إلى إصدار تحذيرات من خطر حدوث تسونامي. هذه الهزات امتدت إلى بعض الدول المغاربية، مثل المغرب وتونس، ولكن دون تسجيل أي خسائر بشرية أو مادية.

وفي هذا السياق، أكد الجيولوجي المغربي عبد الهادي والي أن المغرب هو أكثر دول المنطقة عرضة للزلازل القوية، مشيرًا إلى أن زلزال 2023 الذي أودى بحياة نحو 3000 شخص، يبرز خطورة الوضع الجيولوجي في المملكة. وأضاف والي أن المغرب يقع ضمن نطاق زلزالي نشط يمتد من البرتغال عبر المحيط الأطلسي، مما يفسر تكرار الهزات العنيفة، خاصة في مناطق مثل مراكش.

أما بالنسبة لمخاطر التسونامي، فقد شدد والي على أن المغرب هو الأكثر عرضة لتداعياته بين دول المنطقة نظرًا لانفتاحه على المحيط الأطلسي. ومع ذلك، استبعد حدوث تسونامي في المستقبل القريب، مؤكدًا أن المنطقة لم تشهد هذه الظاهرة منذ آلاف السنين.

من جهته، أوضح بدر الصفراوي، المتخصص في علم الرسوبيات، أن السواحل المغاربية قد تتأثر بموجات تسونامي في حال وقوع زلزال بحري قوي، خاصة في المغرب والجزائر. وأشار الصفراوي إلى أن تأثير التسونامي يعتمد على موقع الزلزال وعمقه وطبيعة التضاريس الساحلية.

وفيما يتعلق بتونس وليبيا، فقد أكد الصفراوي أن هذه الدول أقل عرضة للزلازل مقارنة بالمغرب والجزائر، لكنها قد تتعرض لهزات خفيفة إلى متوسطة في المناطق الشمالية. كما أضاف أن موريتانيا، التي تقع في موقع جغرافي بعيد عن النشاط الزلزالي في البحر الأبيض المتوسط، تظل في منأى عن هذه الظواهر.

ويؤكد الخبراء على أهمية تعزيز آليات المراقبة والوقاية في دول المنطقة المغاربية، لتقليل تداعيات أي زلازل محتملة مستقبلاً.

اترك تعليقاً

إعلان مدفوع