مع اقتراب القمة الإفريقية المقرر عقدها يومي 15 و16 فبراير الجاري، تتزايد التساؤلات حول الدول التي ستحظى بفرصة التصويت في انتخابات رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، وأخرى ستُحرم من الإدلاء بأصواتها بسبب تعليق عضويتها نتيجة الأوضاع السياسية غير المستقرة.
دول مستبعدة بسبب الأوضاع السياسية
وفقًا لقرارات الاتحاد الإفريقي، تم استبعاد ست دول من التصويت بسبب تعليق عضويتها على خلفية انقلابات عسكرية شهدتها في السنوات الأخيرة. وتشمل القائمة:
- بوركينا فاسو – شهدت انقلابين عسكريين خلال عام 2022، الأول أطاح بالرئيس روك مارك كريستيان كابوري، والثاني أزاح المجلس العسكري الحاكم، مما أدى إلى تفاقم الأوضاع الأمنية والسياسية.
- مالي – تعرضت لانقلابين في 2020 و2021، حيث أطاح الأول بالرئيس إبراهيم بوبكر كيتا، بينما أطاح الثاني بالحكومة الانتقالية، مما زاد من عزلة البلاد دوليًا.
- غينيا – في عام 2021، أطاح الجيش بالرئيس ألفا كوندي بعد محاولته تعديل الدستور للبقاء في السلطة، مما أدى إلى احتجاجات شعبية واسعة.
- النيجر – شهدت البلاد انقلابًا عسكريًا في يوليو 2023 أطاح بالرئيس محمد بازوم، ما تسبب في عقوبات اقتصادية وعزلة دولية.
- الغابون – في أغسطس 2023، تدخل الجيش عقب إعلان نتائج الانتخابات التي فاز بها الرئيس علي بونغو، مشككًا في نزاهتها واستولى على السلطة.
- السودان – منذ أبريل 2023، تعيش البلاد صراعًا مسلحًا بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، ما أدى إلى تفاقم الأزمة السياسية والاقتصادية، وأعاق عملية الانتقال الديمقراطي.
انعكاسات الغياب على توازن القوى داخل الاتحاد الإفريقي
استبعاد هذه الدول من التصويت سيؤثر على موازين القوى داخل الاتحاد الإفريقي، حيث ستفقد بعض الكتل الإقليمية أصواتًا كان من الممكن أن تؤثر في اختيار رئيس المفوضية الجديد. كما يثير هذا الوضع تساؤلات حول مستقبل هذه الدول داخل الاتحاد، وإمكانية استعادة عضويتها في المستقبل القريب.
شروط العودة إلى الاتحاد الإفريقي
عادةً ما يشترط الاتحاد الإفريقي على الدول المعلقة عضويتها اتخاذ خطوات ملموسة للعودة إلى الحكم المدني، من بينها:
وضع جدول زمني واضح لإجراء انتخابات ديمقراطية.
إطلاق حوار وطني شامل يضم مختلف الأطراف السياسية.
تنفيذ إصلاحات سياسية تعزز الاستقرار.
ورغم أن بعض هذه الدول تعمل على مسارات انتقالية، لا تزال الشكوك قائمة حول مدى التزامها بالمواعيد المحددة لإجراء الانتخابات.
انتخابات مفوضية الاتحاد الإفريقي: محطة مفصلية للقارة
تكتسي انتخابات رئاسة مفوضية الاتحاد الإفريقي أهمية كبرى، إذ ستحدد القيادة الجديدة التي ستتولى إدارة ملفات حيوية مثل:
الأمن والاستقرار في القارة.
التنمية الاقتصادية وتعزيز التعاون بين الدول الأعضاء.
العلاقات الدولية ودور إفريقيا في المشهد العالمي.
وبالتالي، فإن غياب بعض الدول عن التصويت قد تكون له تأثيرات طويلة الأمد على قرارات الاتحاد الإفريقي وسياسته المستقبلية.
أنظار القارة تتجه إلى القمة المقبلة
مع اقتراب موعد القمة الإفريقية، يترقب الجميع القرارات التي ستصدر عنها، والتي قد تعيد تشكيل المشهد السياسي داخل الاتحاد، خاصة فيما يتعلق بمسار عودة الدول المعلقة وانتخاب القيادة الجديدة التي ستقود المنظمة القارية في السنوات المقبلة.