المغرب على أبواب ريادة عالمية في إنتاج الهيدروجين الأخضر: دراسة تكشف الإمكانات الواعدة وفي التفاصيل،
كشفت دراسة حديثة صادرة عن مركز الطاقة الخضراء أن 7.26% من الأراضي المغربية تتمتع بظروف مثالية لإنشاء مشاريع ضخمة لإنتاج الهيدروجين الأخضر، مستندة إلى عوامل جغرافية واقتصادية وتقنية، ما يعزز مكانة المغرب كوجهة عالمية واعدة للطاقة النظيفة.
مناطق الشرق وكلميم-واد نون في الصدارة
وفقًا للدراسة التي نشرتها منصة “الطاقة” المتخصصة، تبرز منطقتا الشرق وكلميم-واد نون كأكثر المناطق الواعدة لتطوير مشاريع الهيدروجين الأخضر على المدى الطويل. وأوضحت أن هذه المناطق تتمتع بمزايا طبيعية متميزة مثل جودة الإشعاع الشمسي والتضاريس المناسبة، إلى جانب إمكانية تحسين البنية التحتية لخطوط الأنابيب وشبكات نقل الطاقة، رغم تأثيرها الطفيف على التكلفة.
تحديات وفرص تحسين الإنتاج
وعلى الرغم من النتائج المبشرة، أكدت الدراسة ضرورة تحسين دقة النماذج التقنية المستخدمة لتقييم كفاءة وحدات التحليل الكهربائي، ودعت إلى دراسة أعمق لتكاليف تحلية المياه التي تعد عنصرًا حيويًا لإنتاج الهيدروجين الأخضر، خصوصًا مع محدودية الموارد المائية في المملكة.
منهجية شاملة لتحديد المواقع الأمثل
اعتمدت الدراسة على منهجية تحليل جغرافي وتقني متقدمة لتقييم المواقع المثلى لإنتاج الهيدروجين الأخضر باستخدام الطاقة الشمسية الكهروضوئية. وشمل التحليل تقييمًا شاملاً لسلسلة القيمة الكاملة التي تشمل الإنتاج، النقل، والتصدير، مع مراعاة العوامل الطبيعية والاجتماعية والاقتصادية، مثل جودة الإشعاع الشمسي، التضاريس، البنية التحتية، والمعايير البيئية.
خارطة طريق لتحقيق التحول الطاقي
وأوضحت الدراسة أن معالجة التحديات التقنية والاقتصادية بشكل أفضل يمكن أن يساهم في خفض تكاليف الإنتاج وزيادة دقة التوقعات، مما يعزز تنافسية المغرب في سوق الهيدروجين الأخضر العالمية. واعتبرت الدراسة أن هذه التحسينات ستكون خطوة أساسية لتمكين المغرب من لعب دور ريادي في هذا القطاع المتنامي.
المغرب: مركز عالمي محتمل للطاقة النظيفة
في تعليق سابق، صرح سمير الرشيدي، مدير معهد البحث في الطاقة الشمسية والطاقات المتجددة، أن المغرب يمتلك كل المقومات الطبيعية والبنية التحتية التي تؤهله ليصبح منتجًا رئيسيًا للهيدروجين الأخضر على المستوى العالمي.
وأشار إلى وفرة الموارد الطبيعية، بما في ذلك الطاقة الشمسية والريحية، والشريط الساحلي الممتد على 3500 كيلومتر، إلى جانب قرب المغرب الجغرافي من أوروبا، حيث تفصله عن إسبانيا مسافة بحرية لا تتجاوز 14 كيلومترًا.
وأضاف الرشيدي أن المغرب يرتبط بأوروبا عبر خطوط كهربائية قائمة وأخرى قيد الإنشاء، بالإضافة إلى مشروع أنبوب الغاز المغرب-نيجيريا، الذي قد يُتخذ القرار النهائي بشأن استثماره بحلول عام 2025، مما يزيد من قدراته التنافسية في سوق الطاقة النظيفة.
نحو مستقبل مستدام
مع هذه النتائج والتوقعات، يتجه المغرب بثبات نحو تحقيق التحول الطاقي وتعزيز موقعه كأحد أبرز الفاعلين في مجال الهيدروجين الأخضر عالميًا. توفر الدراسة خارطة طريق واضحة لصناع القرار والمستثمرين لتطوير مشاريع تسهم في تحقيق التنمية المستدامة وترسيخ مكانة المغرب كمحور استراتيجي للطاقة النظيفة.