في خطوة تعكس تزايد العزلة الدولية التي يعاني منها الرئيس التونسي قيس سعيد، لم يتلقَّ حتى الآن أي تهاني من زعماء الدول الغربية الكبرى رغم مرور عدة أيام على إعلان فوزه بالرئاسة.
ولم تعلن الرئاسة التونسية عن استلام قيس سعيد لأي برقيات تهنئة من قادة غربيين بارزين مثل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الرئيس الأمريكي جو بايدن، أو رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني.
يرى مراقبون أن هذه العزلة الدولية ناجمة عن عدم رضا العديد من العواصم العالمية عن الأوضاع في تونس، خاصة بعد سلسلة من القرارات التي توصف بأنها ارتجالية، والتي وضعت البلاد في وضع سياسي واقتصادي صعب.
في سياق متصل، أعرب المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، فولكر تورك، مؤخراً عن قلقه إزاء سجن وإدانة شخصيات معارضة للسلطة في تونس، داعياً إلى تنفيذ إصلاحات وإطلاق سراح جميع المعتقلين الذين يحتجزون بشكل تعسفي.
وفي تطور آخر، أصدرت محكمة تونسية في 11 أكتوبر 2024 حكماً بالسجن لمدة ست سنوات وثمانية أشهر بحق المرشح السابق للرئاسة العياشي زمال، الذي تم اعتقاله في سبتمبر 2024، ليرتفع إجمالي العقوبات المفروضة عليه إلى أكثر من 20 عاماً، على خلفية اتهامات بتزوير تواقيع تزكيات. وقد أعرب محاميه عن استيائه، مشيراً إلى أن الأحكام الثقيلة لا تزال تُصدر ضد زمال رغم فوز قيس سعيد.
إلى جانب زمال، يقبع في السجون التونسية عدد من الشخصيات المعارضة البارزة مثل قيس سعيد وغازي الشواشي، المتهمين بالتآمر على أمن الدولة.
يشار إلى أن مركز “ستراتيجيك فوركاستينغ” الأمريكي نشر مؤخراً تقريراً حول المخاوف المتزايدة في تونس، مشيراً إلى أن الرئيس قيس سعيد أصبح يُلاحق العديد من القيادات السياسية، إلى جانب إعلاميين، قضاة، ومحامين، ما أثار حالة من الخوف والحذر بين التونسيين.