أكدت دراسة علمية حديثة أن أي احترار، حتى لو كان مؤقتا، يتخطى عتبة 1,5 درجة مئوية، سيتسبب في “آثار دائمة” على مستقبل البشرية.
ويشكل هذا التحذير نتيجة أبحاث استغرفت ثلاث سنوات وأنجزها 30 عالما من عدة جنسيات.
ويؤكد هؤلاء العلماء، بحسب الدراسة التي نشرت، أمس الأربعاء، في مجلة (نيتشر) البريطانية، أن تجاوز عتبة +1,5 درجة والتي حددها اتفاق باريس (2015) قد يؤدي إلى تداعيات دائمة على مدى آلاف السنين.
وسيتم في سيناريو مماثل الوصول إلى “نقاط تحول”، مثل ذوبان الجليد الدائم، والمستنقعات (أو ما يعرف بالأراضي الخثية، وهي أحواض تخزين كربون ذات قيمة عالية)، وهما خزانان هائلان من الكربون في حال اختفيا سيطلقان كميات هائلة من الغازات الدفيئة التي تتسبب في الاحترار.
وإذا تم تجاوز عتبة 1,5 درجة مئوية لقرن، فقد ترتفع مستويات البحار بمقدار 40 سنتيمترا إضافية، وهو ما قد يصبح مسألة حياة أو موت بالنسبة للدول الجزرية مثلا، بحسب معدي الدراسة.
ويقول كارل فريدريش شلوسنر، الباحث في المعهد الدولي لتحليل النظم التطبيقية في النمسا والذي أدار الدراسة: “حتى لو تمكنا من خفض درجات الحرارة، فلن يعود العالم الذي نعيش فيه كما لو أننا لم نتجاوز عتبة 1,5 درجة”.
وتشير الأمم المتحدة إلى توقعات باحترار يقرب من 3 درجات مئوية بحلول عام 2100 مقارنة بعصر ما قبل الصناعة.
وتقترب انبعاثات الغازات الدفيئة البشرية من ذروتها. ولم يبدأ بعد انخفاضها مع أن خفضها بمقدار النصف تقريبا بحلول عام 2030 ضروري على أمل الوصول إلى احترار بـ1,5 درجة مئوية.
ويشكل هذا الهدف مجرد خطوة واحدة نحو تحقيق الحياد الكربوني عام 2050، عندما ستكون مصارف الكربون الطبيعية قادرة على امتصاص كمية من الغازات الدفيئة تعادل ما ينبعث من الأنشطة البشرية.
ونظرا إلى التأخير في ذلك، يرى بعض العلماء والسياسيين أن تجاوز عتبة 1,5 درجة بات حتميا.