يشهد البحر الأبيض المتوسط ارتفاعاً غير مسبوق في درجة حرارته، حيث كشف المركز المتوسطي للدراسات البيئية (CEAM) أن شهر أغسطس 2024 سجل أعلى متوسط يومي لدرجة حرارة سطح البحر منذ بداية التسجيلات عام 1982، حيث بلغ المعدل 28.08 درجة مئوية. هذا الارتفاع القياسي يدق ناقوس الخطر، ويؤكد أن تغير المناخ بات يؤثر بشكل مباشر على النظام البيئي للمنطقة.
عواقب وخيمة على المنطقة
لا يقتصر تأثير هذا الاحترار على ارتفاع درجات الحرارة فحسب، بل يتجاوز ذلك إلى مجموعة من العواقب الوخيمة التي تهدد استقرار المنطقة:
- تطرف الظواهر الجوية: يمكن أن يؤدي الاحترار المتزايد إلى تكاثر العواصف الشديدة والأمطار الغزيرة، وظهور ظواهر جوية استوائية وشبه استوائية غير معتادة في المنطقة، مثل الأعاصير المتوسطية. هذه الظواهر المتطرفة ستزيد من خطر الفيضانات والانهيارات الأرضية، وتتسبب في خسائر مادية وبشرية فادحة.
- تدهور النظم البيئية: يؤدي ارتفاع درجة حرارة المياه إلى تغييرات كبيرة في النظم البيئية البحرية، مما يهدد الحياة البحرية المتنوعة، مثل الأسماك والشعاب المرجانية. كما أن ارتفاع مستوى سطح البحر الناتج عن ذوبان الجليد يهدد المناطق الساحلية ويؤثر على الزراعة والصيد.
- تأثير على الاقتصاد والسياحة: تعتمد العديد من دول البحر الأبيض المتوسط على السياحة كركيزة أساسية للاقتصاد. إلا أن التغيرات المناخية وتأثيرها على البيئة البحرية والسواحل قد يؤديان إلى تراجع السياحة، مما ينعكس سلبًا على الاقتصاد.
تحديات تواجه المنطقة
يواجه البحر الأبيض المتوسط تحديات كبيرة في مواجهة هذه التغيرات المناخية.
وتتطلب هذه التحديات تضافر الجهود على المستوى الدولي والإقليمي والمحلي، من أجل:
- الحد من الانبعاثات الكربونية: يجب على الدول المتوسطية اتخاذ إجراءات عاجلة للحد من انبعاثات الغازات الدفيئة، والتحول إلى مصادر الطاقة المتجددة.
- التكيف مع التغيرات المناخية: يجب على الدول المتوسطية الاستعداد للتكيف مع التغيرات المناخية المتوقعة، من خلال تطوير خطط للتكيف، وبناء البنية التحتية القادرة على تحمل التغيرات المناخية.
- تعزيز التعاون الإقليمي: يجب على دول البحر الأبيض المتوسط تعزيز التعاون الإقليمي في مجال مكافحة التغيرات المناخية، وتبادل الخبرات والتكنولوجيا.