في خضمّ التكهنات حول مستقبل اللاعب الشاب إلياس بن صغير، لاعب خط وسط نادي موناكو الفرنسي، أشارت تقارير إعلامية فرنسية موثوقة إلى أنّ نادي لايبزيك الألماني قدّم عرضًا رسميًا لإدارة موناكو لضمّ اللاعب خلال فترة الانتقالات الصيفية الحالية.
ووفقًا لهذه التقارير، فإنّ عرض لايبزيك بلغ 15 مليون يورو، وهو مبلغٌ قد يبدو مغريًا للوهلة الأولى. إلا أنّ إدارة نادي موناكو قد قرّرت رفض هذا العرض بشكلٍ قاطع.
ويرجّح أنّ قرار الرفض من قبل إدارة موناكو يعود لعدّة أسباب، من أهمّها أنّ هذا المبلغ لا يلبي الطموحات المالية للنادي، خاصةً مع الإمكانيات الكبيرة التي يتمتّع بها اللاعب الشاب.
وعلاوةً على ذلك، فإنّ إدارة موناكو تضع نصب أعينها مشاركة اللاعب إلياس بن صغير مع المنتخب الوطني المغربي في دورة الألعاب الأولمبية القادمة في باريس 2024.
وتعتقد إدارة النادي أنّ مشاركة بن صغير في هذا الحدث العالمي ستُساهم بشكلٍ كبيرٍ في رفع قيمته السوقية، ممّا سيُتيح للنادي تحقيق أرباحٍ أكبر في المستقبل من خلال بيعه إلى نادٍ آخر.
وبالتالي، فإنّ رفض عرض لايبزيك يُشير إلى أنّ إدارة موناكو تُراهن بشكلٍ كبيرٍ على مستقبل إلياس بن صغير، وتعتقد أنّ بإمكانه تحقيق إنجازاتٍ كبيرةٍ مع النادي والمنتخب الوطني على حدٍّ سواء.
ويُشار إلى أنّ إلياس بن صغير قد لفت إليه الأنظار بشكلٍ كبيرٍ في الفترة الأخيرة، وذلك بفضل أدائه المميز مع نادي موناكو والمنتخب المغربي.
حيث تمكّن من تسجيل عددٍ من الأهداف وتقديم العديد من التمريرات الحاسمة، ممّا جعله يُصبح أحد أبرز المواهب الشابة في سماء الكرة الأوروبية.
يبقى أنّ نرى ماذا يخبئه المستقبل للاعب إلياس بن صغير، وهل سيُقرّر البقاء في موناكو أو الانتقال إلى نادٍ آخر خلال الفترة القادمة.
من يكون إلياس بن صغير؟
نشأةٌ كروية مبكرة:
وُلد إلياس بن الصغير عام 2005 في بلدة “غاسين” العريقة، ونشأ في منطقة “كوجولين” وسط عائلة مغربية. ومنذ نعومة أظفاره، شغفه بكرة القدم، فانضمّ إلى الفئات الصغرى لنادي الحي في منطقته وهو في العاشرة من عمره.
مواهب ناشئة:
سرعان ما برزت موهبة إلياس بن الصغير، فتنقّل بين أكاديميات الكرة، فلعب لنادي “فريجوس سانت رافائيل” من عام 2016 إلى عام 2018، ثم انتقل إلى نادي “أكس آن بروفانس” قبل أن يستقرّ به المقام في نادي موناكو عام 2020.
تحدٍّ قاسٍ:
واجه إلياس بن الصغير صدمة كبيرة عام 2020، بوفاة والده بسبب جائحة كورونا، ممّا اضطرّه إلى التوقف عن ممارسة كرة القدم مؤقتًا. لكنّه لم يستسلم، بل سافر إلى تونس، حيث خضع لبرنامج تدريبي مكثف مكّنه من العودة إلى الملاعب بعد شهرين فقط.
عودة قوية ونجمٌ ساطع:
عاد إلياس بن الصغير إلى الملاعب بقوة، ليُثبت إصراره وموهبته الاستثنائية. ففاز بثقة مدربه في نادي موناكو، ونال شرف تمثيل المنتخب المغربي لأول مرة في مارس 2024.
أملٌ مغربي:
أصبح إلياس بن الصغير اليوم أحد أبرز نجوم الكرة القدم المغربية الواعدة. يضع عليه الجمهور المغربي آمالًا كبيرةً ليكون أحد أعمدة المنتخب الوطني في المستقبل، خاصةً مع مشاركته المرتقبة في دورة الألعاب الأولمبية في باريس 2024.
مسيرةٌ حافلة بالتحديات والإنجازات، ونجمٌ مغربي ينبض قلبه بحبّ الوطن، إلياس بن الصغير مثالٌ يُحتذى به للشباب العربي الطموح.