رفعت التساقطات المطرية الأخيرة احتياطي المغرب من الماء ليصل إلى 3 مليارات و 882 مليون متر مكعب، وذلك بعد أن كان لا يتجاوز 3 مليارات و 739 مليون متر مكعب عند نهاية الشهر الماضي وبلغت بذلك نسبة ملء السدود 24,08 بالمائة يوم الأحد الماضي.
وقد أدت التساقطات المطرية الأخيرة إلى إغناء الفرشة المائية نتيجة تسرب المياه إلى باطن الأرض، كما أنها همت جل المناطق كالأطلس الكبير والمناطق فوق الحاجز الأطلسي والسهول الشمالية والريف والمناطق الساحلية، وهو ما يعني أن هذه الأمطار سيكون لها أثر جيد على الزراعات التي تكون في هذا الوقت، خاصة أن الأرض في حاجة لها من أجل إنقاذ السنة الفلاحية.
ورغم أن مساحة 2,1 مليون هكتار هي التي زرعت هذه السنة بالحبوب من أصل 4,5 إلى 5 ملايين هكتار، ما يجعل 50 بالمائة من المساحة المخصصة لزراعة الحبوب خارج الحساب، ورغم تأخرها كذلك، إلا أن التساقطات المطرية تظل داخل حيزها الزمني أي فصل الشتاء، وهو ما يعني أن أن الأمل لا يزال معلقا على مزيد من التساقطات خلال النصف الثاني من فبراير، وطيلة شهر مارس لتعزيز المخزون المائي، وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الموسم الفلاحي.
هذه التساقطات الأخيرة لن تنقذ الموسم الفلاحي لهذه السنة لأنها لم تأت بشكل مستمر، إلا أن لها، حسب تصريحات الفلاحين وقعا إيجابيا على الزراعات البورية في بعض مناطق المملكة إذ بالإضافة إلى تأثيرها الإيجابي على الفرشة المائية والسدود، لديها أيضا تأثير إيجابي خصوصا على الزراعات البورية، والتي منها زراعة الحبوب والزراعات العلفية.
كما أن التساقطات في هذه الفترة ستساعد بشكل كبير على نمو النباتات خصوصا في المناطق الشمالية للمملكة والمناطق الغربية كما ستكون إيجابية على بعض الفلاحين والمزارعين في منطقة دكالة وعبدة، الذين أعادوا زراعة أراضيهم من جديد بعد التساقطات الأولى.
وستمكن من توسيع رقعة المساحات الرعوية ونمو الزراعات البورية خصوصا في المناطق الشمالية في المملكة.
وإذا استمرت التساقطات المطرية خلال شهر فبراير الجاري، وبداية مارس، يمكننا الحديث على أن الموسم الفلاحي سيكون شيئا ما جيدا، وانعكاسات إيجابية سواء على مستوى التموين أو أسعار المواد الفلاحية في الأسواق المغربية وبما أن هذه الأمطار أتت في وقتها فهي ستقلل من حدة الجفاف ولو مؤقتا، بعدما أنهك القطاع الفلاحي بشكل كبير.
المصدر: جريدة العلم