بعدما تأهلت بأعجوبة إلى الدور ثمن النهائي، مستفيدة من الفوز الذي حققه المنتخب المغربي على نظيره الزامبي في مباريات اليوم الأخير من دور المجموعات، استجمعت كوت ديفوار قواها وعادت من بعيد لتنافس بقوة على لقب كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم، المقامة على أراضيها.
فبمعنويات عالية، وروح قتالية جديرة بالمنتخبات الكبيرة، فاجأت كوت ديفوار جميع المتتبعين خلال كأس الأمم الافريقية الـ34، الحبلى بالمفاجآت، بعد الخروج المبكر لأبرز منتخبات القارة، على غرار غانا والسنغال ومصر والمغرب، وظهور أخرى بشكل جيد، كما هو الحال بالنسبة لموريتانيا وغينيا الاستوائية والرأس الأخضر.
ولم يتوقع أشد المتفائلين وصول منتخب كوت ديفوار إلى المباراة النهائية.
فبعد بداية جيدة في دور المجموعات، حيث افتتح المنافسات بفوز على منتخب غينيا بيساو (2-0)، غير أنه سرعان ما تعثر أمام منتخبي نيجيريا (0-1) وغينيا الاستوائية (0-4)، مما جعل حظوظه لبلوغ هذا الدور تتضاءل بشكل كبير.
كما أن الهزيمة القاسية التي تعرض لها زملاء سيباستيان هالر في المباراة الثالثة من دور المجموعات، والتي عجلت برحيل المدرب جان لويس كاسي، كان لها بكل تأكيد الأثر البالغ في إحداث ثورة حقيقية داخل معسكر “الأفيال”.
وعقب تأهله إلى الدور ثمن النهائي من بين أفضل أربعة منتخبات احتلت المركز الثالث، وجد المنتخب الإيفواري في طريقه نظيره السنغالي القوي، وحامل اللقب، الذي تأهل عن جدارة واستحقاق بتحقيقه ثلاثة انتصارات في دور المجموعات.
غير أن المنتخب الإيفواري سيظهر بوجه مغاير تماما في مباريات خروج المغلوب، مما مكنه من الإطاحة بكبار كرة القدم الافريقية.
فبعد إقصائها ل”أسود التيرانغا” بضربات الجزاء الترجيحية، ستنجح كوت ديفوار في تحقيق فوز ثمين في ربع النهائي على مالي، التي وعلى الرغم من أنها كانت سباقة إلى افتتاح التسجيل، وخاضت أغلب أطوار المباراة وهي متفوقة عدديا، فإنها لم تتمكن من الحد من اندفاع الإيفواريين، الذين سجلوا هدف التعادل في الدقيقة الـ90، بل أكثر من ذلك دونوا هدف الفوز في الوقت الإضافي (120+2).
وجاءت مباراة نصف النهائي ضد منتخب الكونغو الديمقراطية القوي، والتي جرت أمام ما لا يقل عن 51 ألف متفرج في ملعب الحسن واتارا في إيبيمبي شمال أبيدجان، بمثابة ملحمة حقيقية لكرة القدم الإيفوارية، حيث تمكن منتخب “الأفيال” من استعادة هيبته الكروية وتقديم أداء بطولي، كيف لا وقد أبان لاعبوه عن إرادة فولاذية لمواصلة حلمهم وبلوغ المباراة النهائية.
وطيلة هذا المشوار، الذي لم يكن مفروشا بالورود، بالنظر لما شهده من لحظات مثيرة ومشوقة، عاين الجمهور الإيفواري منتخب بلاده وهو يتجاوز كل العقبات ويتأهل بأعجوبة إلى الأدوار الموالية، ويحقق الإنجاز تلو الآخر، متسلحا في ذلك برغبة قوية لنيل اللقب القاري.
وستحاول كوت ديفوار، يوم الأحد المقبل (التاسعة ليلا)، على ملعب الحسن واتارا، إحراز لقبها الثالث بعد لقبي 1992 و2015، فيما ستسعى نيجيريا، التي أطاحت بجنوب إفريقيا في مباراة نصف النهاية الثانية، إلى الظفر بلقبها الرابع بعد سنوات 1980 و1994 و2013.
أما منتخبا جنوب إفريقيا والكونغو الديمقراطية فسيكتفيان بخوض مباراة الترتيب، المقررة، بعد غد السبت، على ملعب هوفويت بوانيي في أبيدجان.