أكد وزير الدفاع البيروفي، خورخي تشافيز أن حكومة بلاده مستعدة لمواجهة “أسوأ سيناريو” قد يحدث خلال ظاهرة النينيو المناخية، و التي من المتوقع أن تضرب وشيكا البلد الجنوب أمريكي.
وأشار إلى أن “الهيئات العلمية تقوم بتحليل السيناريوهات المختلفة. ونحن نستعد للعواقب المحتملة التي قد تنشأ؛ أي أنه إذا حدث أسوأ سيناريو لظاهرة النينيو، فسنكون في وضع يسمح لنا بحماية السكان”.
وأشار الوزير، خلال مؤتمر صحفي عقده بمقر المركز الوطني لعمليات الطوارئ، إلى أن الهيئات العلمية أفادت بوجود احتمال بنسبة 96 بالمائة لحدوث “نينيو شامل”، والذي يمكن أن تتراوح قوته بين المتوسطة والقوية إلى القوية جدا.
و بعد أن سلط الضوء على العمل متعدد القطاعات الذي تقوم به السلطات المحلية والإقليمية والوطنية، قال إنه “حاليا، كل الأشغال التي يتم تنفيذها تروم ضمان تدفق المياه بشكل يسمح بعدم التسبب في الفيضانات”، لاسيما بالمناطق الشمالية والوسطى من البلاد، والتي تعتبر الأكثر تضررا من الأمطار والفيضانات والانهيارات الثلجية الناجمة عن ظاهرة النينيو.
وكان المركز البيروفي لعمليات الطوارئ، التابع للمعهد الوطني للدفاع المدني، قد حذر من أن أكثر من مليوني شخص في البيرو قد يتعرضون لخطر الكوارث الطبيعية بسبب الانهيارات الأرضية الناجمة عن الوصول الوشيك لظاهرة النينيو المناخية.
وكشف تقرير نشر مؤخرا بالبيرو عن احتمال أن تؤدي الظاهرة المناخية إلى خسائر اقتصادية بالبلد الجنوب أمريكي تصل إلى نحو 12 مليار سول (أزيد من ثلاثة مليارات دولار).
وأفاد التقرير الذي أنجزته مؤسسة “حماية المنتج الزراعي”، وهي جمعية تضم منتجين ومهنيين فلاحيين، بأن الرقم يعادل 58,8 بالمائة من الإجمالي المتعلق بحجم السلع والخدمات التي ينتجها القطاع الفلاحي بالبيرو.
وتشير الوثيقة أيضا إلى أن 1.7 مليون هكتار من الأراضي الزراعية ستتأثر، الأمر الذي سيؤدي إلى انخفاض قدره 17 مليون طن من الإنتاج الزراعي الذي يشكل قائمة بالمحاصيل الأساسية لضمان الأمن الغذائي للبلاد.
وتنتج هذه الظاهرة، التي تتمثل في وصول تيارات المياه الدافئة إلى البحر قبالة سواحل البيرو والإكوادور، تغييرا في مياهه الباردة طبيعيا، مما يولد هطول أمطار غزيرة على الساحل ومنطقة الأنديز المنخفضة، فضلا عن حالات الجفاف في مناطق الأنديز المرتفعة.