صادق مجلس الحكومة المنعقد، أمس الخميس، برئاسة رئيس الحكومة السيد عزيز أخنوش على مشروع قانون المالية
للسنة المالية 2024، والنصوص المصاحبة له، وذلك بعد مصادقة المجلس الوزاري،
الذي ترأسه صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، أمس، على التوجهات العامة لهذا المشروع.
وذكر بلاغ للوزارة المنتدبة المكلفة بالعلاقات مع البرلمان، الناطق الرسمي باسم الحكومة،
أن المجلس الحكومي صادق على مشروع قانون المالية رقم 55.23 للسنة المالية 2024،
والذي قدمته وزيرة الاقتصاد والمالية، السيدة نادية فتاح.
وأوضح البلاغ أن مشروع قانون المالية لسنة 2024 يندرج في إطار التوجيهات الملكية،
التي تضمنتها الخطب الملكية السامية التي ألقاها جلالة الملك حفظه الله بتاريخ 30 يوليوز 2022 بمناسبة عيد العرش،
وبتاريخ 20 غشت 2022 بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب،
وكذا يوم 14 أكتوبر 2022 بمناسبة افتتاح الدورة الأولى من السنة التشريعية الثانية من الولاية التشريعية الحادية عشرة.
ويسعى مشروع هذا القانون، يضيف البلاغ، إلى ترجمة الإرادة الراسخة للحكومة من أجل مواصلة الجهود الرامية
إلى تفعيل الالتزامات التي جاء بها البرنامج الحكومي 2021-2026، تماشيا مع التوجيهات الملكية السامية،
والتوصيات التي جاء بها التقرير العام حول النموذج التنموي الجديد.
أما على الصعيد الدولي، فيأتي مشروع قانون المالية لسنة 2024 في ظرفية عالمية تتسم بتوقعات يطبعها عدم اليقين،
حيث إن التعافي التدريجي للاقتصاد العالمي من تبعات الأزمة الصحية العالمية، تأثر بتداعيات الأزمة بأوكرانيا،
التي ترتبت عنها زيادات كبيرة في أسعار المواد الغذائية والطاقية،
بالإضافة إلى ارتفاع معدلات التضخم واضطرابات على مستوى سلاسل التوريد.
وستعطي الحكومة، بحسب المصدر ذاته، من خلال مشروع هذا القانون، الأولوية للمحاور التالية:
– تنزيل برنامج إعادة البناء والتأهيل العام للمناطق المتضررة من زلزال الحوز وتوطيد تدابير مواجهة التأثيرات الظرفية:
حيث تم وضع برنامج مندمج وطموح بميزانية إجمالية تقدر بـ 120 مليار درهم يرتكز على دعامتين أساسيتين.
أولا: إعادة بناء المساكن وإعادة تأهيل البنيات التحتية المتأثرة بالزلزال من خلال تخصيص غلاف مالي قدره 22 مليار درهم،
منها 8 ملايير درهم مخصصة لتقديم المساعدات الاستعجالية للأسر والمساعدات المالية لإعادة بناء وتأهيل المساكن،
التي انهارت كليا أو جزئيا، و14 مليار درهم لفك العزلة عن المناطق المتضررة.
ثانيا: وضع مخطط لتنمية أقاليم الأطلس الكبير بكلفة مالية تبلغ 98 مليار درهم،
يهدف إلى تطوير البنيات التحتية وتعزيز الأنشطة الفلاحية والسياحية بالأقاليم المعنية.
– مواصلة إرساء أسس الدولة الاجتماعية :
في هذا الصدد، تم منح الإمكانية لحوالي 4 ملايين أسرة فقيرة
للولوج إلى العلاج بالمستشفيات العمومية والخاصة، مع تحمل الدولة لاشتراكاتها في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي
من خلال تعبئة غلاف مالي سنوي يقدر ب 9,5 ملايير درهم. علاوة على ذلك، ستشرع الحكومة، قبل متم سنة 2023،
في إطلاق برنامج التعويضات العائلية، وذلك وفق رؤية جديدة تقوم على تحسين استهداف الفئات الاجتماعية المستحقة
للدعم.
– مواصلة تنزيل الإصلاحات الهيكلية :
وذلك من خلال إنعاش الاقتصاد الوطني وانخراط المغرب في القطاعات الواعدة،
وكذا مواصلة تنزيل الأوراش الكبرى وجيل جديد من المخططات الاستراتيجية القطاعية. في هذا الشأن،
يجب التذكير بالتعليمات السامية لصاحب الجلالة نصره الله لتعبئة 550 مليار درهم من الاستثمارات موجهة لإحداث 500.000
منصب شغل في الفترة 2022-2026.
– تعزيز استدامة المالية العمومية:
في هذا الإطار، تلتزم الحكومة باتخاذ كافة التدابير اللازمة للحفاظ على التوازنات المالية
العمومية واستدامتها، وذلك من خلال اعتمادها لمجموعة من الإصلاحات الضرورية،
التي من شأنها تحقيق هوامش مالية لمواجهة هذه التحديات ولتمويل مختلف الأوراش الإصلاحية والتنموية.
ويتعلق الأمر خاصة بمواصلة التنزيل الفعلي للقانون الإطار المتعلق بالإصلاح الضريبي وإصلاح القانون التنظيمي لقانون المالية.
من جهة أخرى، صادق المجلس الحكومي على المراسيم المرتبطة بمشروع قانون المالية،
والمتعلقة بالاختصاص المفوض للتمويل والاقتراض.
وأوضح بلاغ الوزارة المنتدبة المكلفة بالعلاقات مع البرلمان، الناطق الرسمي باسم الحكومة أن الأمر يتعلق بمشروع المرسوم
رقم 2.23.900 بتفويض السلطة إلى وزيرة الاقتصاد والمالية في ما يتعلق بالاقتراضات الداخلية واللجوء إلى كل أداة مالية
أخرى، ومشروع المرسوم رقم 2.23.901 بتفويض السلطة إلى وزيرة الاقتصاد والمالية في ما يتعلق بالتمويلات الخارجية.
كما يتعلق الأمر بمشروع المرسوم رقم 2.23.902 بتفويض السلطة إلى وزيرة الاقتصاد والمالية
لإبرام عقود اقتراضات قصد إرجاع الدين الخارجي المكلف، واتفاقات لضمان مخاطر أسعار الفائدة والصرف.