شهد المغرب خلال الأسبوع الماضي جريمتي قتل متشابهتان تماما من حيث السيناريو، قتلًّ متعمد بواسطة الدهس بواسطة سيارة ثم الهروب إلى أبعد نقطة، الأولى صباح الأحد 30 يوليوز 2023 بمنطقة عين الدياب في الدار البيضاء و التي راح ضحيتها الشاب بدر، وحاول مرتكب الجريمة الهروب ليتم القبض عليه بمدينة العيون جنوب المغرب، بينما الجريمة الثانية حدثت صباح يوم السبت 5 غشت بحي المعاريف بمدينة الدار البيضاء أيضا وراحت ضحيتها شابة، ومثل الحالة الأولى حاول الجاني الهروب ولكن نحو مدينة طنجة أقصى شمال المغرب حيث ألقي عليه القبض.
في كلتا الجريمتين أبانت الأجهزة الأمنية عن كفاءة عالية وسرعة في حلهما والقبض على الجناة رغم محاولة الفرار إلى أبعد نقطة، سواء جنوب المغرب أو شماله، ولم يكن ليتم ذلك لولا تظافر الجهود والتعاون الفعال لمختلف الأجهزة الأمنية المغربية كالشرطة القضائية والعلمية والتقنية، بإسناد معلوماتي حازم للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني والتي كان للمعلومات الدقيقة التي وفرتها لباقي الأجهزة الأمنية الأثر لتفكيك خيوط الجريمتين في وقت قياسي، دون أن نغفل الإشراف المباشر لعبد اللطيف حموشي، المدير العام للأمن الوطني و مراقبة التراب الوطني، الذي أعطى تعليماته الحازمة لمختلف الأجهزة من أجل مباشرة البحث والتحقيق الفورى وصرامة التعامل مع الجريمتين.
لقد أكدت سرعة حل الجريمتين المستوى العالي من الكفاءة والمهنية الذي وصلته أجهزة الأمن المغربية، أفرادا ومؤسسات، إضافة إلى آليات الاستعلام الجنائي والدعم التقني المتطورة التي تعتمد عليها، إضافة إلى الصرامة والانضباط في تطبيق القانون، وهو ما ساعد على تقليص نسب الجريمة في المغرب بشكل ملموس، كذلك قطع الطريق على ظاهرة الإفلات من العقوبة، حيث بلغت نسبة استجلاء حقيقة الجرائم المرتكبة 94,34 من إجمالي القضايا المسجلة (الحصيلة السنوية لمصالح الأمن الوطني برسم سنة 2022).