الصحراء المغربية.. قمة أفريقية لإختبار نوايا روسيا في التفاصيل،
من المنتظر أن تحتضن مدينة بيتسبورغ الروسية القمة الأفريقية الروسية الثانية ما بين 27 و 28 يوليوز الجالي.
وتعتبر هذه المحطة اختبارا حقيقيا للنوايا الروسية بخصوص قضية الصحراء المغربية،
خصوصا وأن الجزائر وجنوب إفريقيا تجعل من القمم الإفريقية مع دول وهيآت أخرى كالإتحاد الأوروبي مناسبة لإقحام جمهورية الوهم،
مستغلة ثغرة توجيه دعوات الأطراف الإفريقية المشاركة التي يتكفل بها الإتحاد الإفريقي، كما حدث الأمر مع القمة الأفريقية اليابانية والقمة الأوروبية الإفريقية.
وتأتي القمة الروسية الإفريقية الثانية بعد تلك التي احتضنتها مدينة سوتشي الروسية يومي 23 و 24 أكتوبر 2019 والتي لم تسمح فيها بحضور البوليساريو،
كما تأتي القمة في ظل عدد من التغيرات أهمها اعتراف كل من الولايات المتحدة وإسرائيل بمغربية الصحراء، واعتراف عدد من الدول الأوروبية الوازنة بالحكم الذاتي المغربي،
كما تأتي في ظل تغير ملموس في الموقف الروسي من قضية الصحراء المغربية،
الذي امتنعت فيه روسيا عن التصويت عن قرار مجلس الأمن الأخير الذي صوتت لصالحه كل الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن.
الصحراء المغربية.. إطار استباقي لمعرفة النوايا
وفي إطار استباقي لمعرفة النوايا والتذكير بمصالح المغرب، اجتمع السفير المغربي بموسكو لطفي بوشعرة،
أول أمس بالممثل الخاص للرئيس الروسي للشرق الأوسط وإفريقيا،
نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، بحسب ما ورد في بيان للخارجية الروسية.
وركزت المحادثات على “قضايا الساعة والتطور التدريجي للعلاقات الروسية المغربية الودية تقليديا،
بما في ذلك الحفاظ على حوار سياسي نشط حول القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك”.
وخلص البيان إلى أنه “تم ايلاء اهتمام خاص للاستعدادات للقمة الروسية الإفريقية الثانية في سانت بطرسبرغ” في الفترة من 27 إلى 28 يوليو،
حيث يسعى المغرب إلى عدم حضور البوليساريو، على غرار النسخة الأولى من هذا الاجتماع التي عقدت في أكتوبر 2019 في سوتشي.
ويأتي لقاء بوغدانوف مع السفير المغربي بعد شهر من الزيارة الرسمية التي قام بها الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إلى روسيا، والتي كان الهدف منها هو طرح الملفات المناوئة للمغرب أولها قضية الصحراء المغربية بكل تفرعاتها، وتسول مواقف تنحاز لطرح الجزائر ضد المغرب مهما كلف ذلك.
وإذا كانت بعض التوقعات تشير إلى عدم حضور البوليساريو في القمة الروسية الإفريقية، على غرار قمة الصين إفريقيا وقمة الهند إفريقيا، لأن القمم الروسية تنعقد خارج الشراكة مع الإتحاد الإفريقي، الذي يضم في عضويته الكيان الانفصالي.
فإن التوتر الذي تشهده العلاقات بين الغرب وروسيا، ومحاولة هذه الأخيرة جلب بعض الدول لجانبها في نزاعها مع الغرب،
يثير الكثير من الشكوك حول النوايا الروسية.
وكانت وزارة الخارجية الروسية قد أعلنت أن القمة الروسية الإفريقية المرتقبة، المزمع انعقادها ستتبنى خطة عمل بشأن مجالات التعاون ذات الأولوية.
وقال رئيس أمانة منتدى الشراكة الروسية الإفريقية، السفير أوليج أوزيروف – بحسب قناة “روسيا اليوم”:
“من المتوقع بنتائج القمة الروسية الإفريقية اعتماد خطة عمل للفترة 2023-2026 لمجالات التعاون ذات الأولوية،
حيث تهدف هذه الوثيقة إلى تطوير إمكانيات التصدير لمنتجي السلع والخدمات الروس في سياق التعاون الروسي الإفريقي”.
وكان المتحدث الرسمي باسم الكرملين ديمتري بيسكوف قد أشار في وقت سابق،
إلى أن قائمة المشاركين في القمة، ممن أكدوا مشاركتهم، مثيرة للإعجاب.
المصدر: العلم