قال علماء و باحثون من جامعات عديدة إن احتمالية حدوث موجات الحر في المغرب والجزائر و إسبانيا والبرتغال،
زادت بما لا يقل عن 100 مرة بسبب الاحتباس الحراري.
وأوضح الباحثون أن موجة الحَرّ التي ضربت منطقة غرب البحر الأبيض المتوسط، في أبريل الماضي،
كانت “شبه مستحيلة” الحدوث لولا أزمة تغير المناخ، حسبما نشرته صحيفة الغارديان البريطانية (theguardian).
وكان من المتوقع حدوث موجات حَرّ شديدة مرة كل 40 ألف عام قبل انتشار ظاهرة الاحتباس الحراري،
حسب تقديرات العلماء، ووفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وقبل أزمة المناخ، لم يكن من المتوقع وقوع مثل هذا الحدث القاسي إلا مرة واحدة خلال 40 ألف عام على الأقل،
ما جعله مستحيلًا إحصائيًا على النطاقات الزمنية البشرية.
وقال العلماء إن مثل هذه الحرارة في وقت مبكر من العام أضرّت -بوجه خاص- بالأشخاص الذين كانوا أقل استعدادًا لحرارة الصيف.
وكان المزارعون يعانون الجفاف الذي طال أمده، وضربت موجة الحر وقتًا مهمًا في موسم زراعة المحاصيل، خصوصًا بالنسبة إلى القمح.
ازدياد موجات الحر في المغرب والجزائر
تتزايد موجات الحر في المغرب والجزائر مع تزايد ارتفاع درجات الحرارة الشديدة،
في منطقة غرب البحر الأبيض المتوسط بصورة أسرع مما تنبأت به الدراسات المناخية،
وهي مشكلة تقلق العلماء، ويجري البحث المكثف لفهم الأسباب.
ومن المعروف أن الاحتباس الحراري الذي يسببه الإنسان يزيد من شدة وتواتر موجات الحر.
وأخذ عدد الحالات المناخية القاسية -التي كان من الممكن أن تكون مستحيلة لولا أزمة المناخ- في الازدياد،
ما يتسبب في الوفيات وتدمير سبل العيش في جميع أنحاء الكوكب، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
وفي أبريل، أظهر العلماء أن الجفاف المدمر في منطقة القرن الأفريقي لم يكن ليحدث لولا الاحتباس الحراري.
ووجد تحليل لصحيفة الغارديان البريطانية، في عام 2022، أن ما لا يقل عن 12 حادثة خطيرة، من موجات الحر القاتلة إلى البحار المشتعلة،
كانت مستحيلة الحدوث دون الاحتباس الحراري العالمي الذي يسببه الإنسان.
آراء الباحثين
قال أحد الباحثين، الذين أجروا الدراسة كجزء من التعاون العالمي لإحالة الطقس لدى المعهد الملكي الهولندي للأرصاد الجوية، الدكتور سجوكجي فيليب:
“كانت موجة الحَر حدثًا نادرًا في المناخات الحالية، ولكنها كانت مستحيلة الحدوث، تقريبًا، في المناخات الباردة الماضية،
وسنرى موجات حر أكثر كثافة وتكرارًا في المستقبل”.
وقالت إحدى أعضاء فريق الدراسة من إمبريال كوليدج لندن، الدكتورة فريدريك أوتو:
“يُعد البحر الأبيض المتوسط من أكثر المناطق عرضة لتغير المناخ في أوروبا”، حسبما نشرته صحيفة الغارديان البريطانية (theguardian) في ماي الجاري.
وأضافت أن “موجات الحر هذه لن تختفي بالتأكيد، لذا ستحدث هذه الأنواع من الظروف بصفة متكررة حتى نتوقف عن انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري”.
وفي حديثها عن موجات الحر في المغرب، قالت الأستاذة المساعدة في جامعة محمد السادس للبوليتكنيك في المملكة المغربية، الدكتورة فاطمة دريوش،
التي كانت ضمن فريق البحث: “جاءت موجة الحر الشديدة على رأس جفاف متعدد السنوات،
ما أدى إلى تفاقم مشكلة نقص المياه في المنطقة وتهديد محصول 2023”.
منهجيات البحث
استعمل الباحثون منهجيات خضعت لمراجعة الأقران لتقييم تأثير الاحتباس الحراري في موجة الحَرّ في 26-28 أبريل/نيسان،
وتوصلوا إلى النتائج الأسرع حتى الآن لمثل هذه الدراسة، التي تم إنتاجها في غضون أسبوع واحد فقط.
وتسببت موجة الحر في تسجيل درجات حرارة مرتفعة غير مسبوقة في البلدان الـ4 في ذلك الوقت من العام، إذ تراوحت بين 36.9 و41.0 درجة مئوية.
واستعمل الفريق بيانات الطقس ونماذج المناخ لمقارنة احتمالية ارتفاع درجات الحرارة في عالم اليوم الأكثر دفئًا مع احتمالية حدوثها قبل أزمة المناخ.
ووجد الباحثون أن الاحترار العالمي قد زاد من احتمالية حدوث موجات الحر 100 مرة على الأقل،
مع درجات حرارة تصل إلى 3.5 درجة مئوية أعلى مما كانت عليه دون تدفئة عالمية.
وقال العلماء إن موجات الحَر تميل إلى أن تكون أكثر أنواع الطقس قسوة وفتكًا.
وعلى الرغم من أن بيانات الوفيات نتيجة موجة الحر في أبريل/نيسان ليست متاحة بعد، إلّا أن موجات الحر في عام 2022،
أدت إلى ما يقرب من 4 آلاف حالة وفاة في إسبانيا وأكثر من ألف حالة وفاة في البرتغال.
وقال الباحث لدى مركز المناخ التابع للصليب الأحمر والهلال الأحمر، روب سينغ: “تشير نتائج الدراسة إلى ضرورة العمل بصورة عاجلة،
لوضع تعديلات معروفة بقدرتها على الحد من الوفيات المرتبطة بالحرارة”.
عن موقع الطاقة